بلغ استهلاك المصريين للكهرباء، فى يوم واحد، ذروة غير مسبوقة فى التاريخ الخميس الماضى حيث وصل إلى 33 ألفا و700 ميجا! وأما المفاجأة الكبرى التى حققها قطاع الكهرباء فهى أنه، بعد قدرته على تلبية هذا الاستهلاك الاستثنائى، فقد كان لديه احتياطى إضافى فى الشبكات بلغ 11 ألفا و700 ميجا وات. هذه الأرقام وحدها تؤكد حجم الإنجاز الضخم فى إنتاج الكهرباء فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انتقلت من حالة انقطاع الكهرباء خمس وست مرات فى اليوم أثناء حكم الإخوان، إلى هذا الوضع الجديد، الذى صار لمصر لأول مرة فى تاريخها قدرة على تصدير الكهرباء.
والحقيقة أن جماعة الإخوان على صواب عندما يقول قائلهم الآن إن حكمهم لم يتسبب فى أزمة الكهرباء لأنهم ورثوها عن عهد مبارك، الذى اعتمد الكذب الرسمى عن قدرات مصر الفذة وعن النهضة الاقتصادية غير المسبوقة..إلخ، فى واقع أبعد ما يكون عن هذا! أما خطأ الإخوان الكبير فكان فى الطريقة التى تعاملوا بها مع الأزمة أثناء حكمهم، مما تسبب فى تفاقمها، بمثل التصريحات الكوميدية من رئيسهم الذى أنكر بشدة أن تكون هناك مشكلة، برغم الوضع الكارثى الذى يعيشه المواطنون، وإذا به يخترع حكايات عن بلطجية يقطعون الكهرباء عمداً، وأنه سيقضى عليهم! وكان غريبا أن يصدر هذا الكلام من رجل يعمل أستاذاً للهندسة فى الجامعة!
وأما قطاع الكهرباء، ومباشرة بعد التخلص من حكم الإخوان، ووفقاً لبيان من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بمناسبة استهلاك الخميس الماضى، فقد قام بتوظيف المنهج العلمى فى البحث والتحليل لدراسة مشكلة تكرار الانقطاعات والتعرف على أسبابها الجذرية ووضع الحلول الملائمة لها وفقاً لأهداف مرحلية قابلة للتنفيذ. ووضعت الوزارة خطة طموحا عاجلة بإضافة 6882 ميجاوات حتى نهاية 2015، منها نحو 3636 ميجاوات، كخطة عاجلة. والملاحظ أنه، برغم جائحة كورونا التى تسببت فى تقليص النشاط والركود الاقتصادى العام، فإن الاستثمارات الكلية لقطاع الكهرباء، حتى بعد تراجعها، وصلت إلى نحو 43 مليار جنيه فى العام المالى الحالى.