حظيت النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم على أرض السلام باهتمام دولى واسع، فى الوقت الذى مثلت فيه أروقة المنتدى ملتقى لمختلف الحضارات والثقافات من شباب العالم ومنصة فعالة قدموا خلالها مشاركات متنوعة فى مختلف المجالات بما فى ذلك السياسة والفنون والتكنولوجيا وحقوق الانسان عبر 31 جلسة وورشة عمل، استغرقت 95 ساعة على مدى 4 أيام، حيث تابع الشباب وناقشوا التحديات الأساسية وقدموا رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع فى مختلف القضايا منها عالم ما بعد الجائحة والطاقة والرعاية الصحية والتغيرات المناخية.
كما شارك الشباب، الرئيس عبدالفتاح السيسى بحضور رؤساء ومسئولين دوليين أحلامهم وطموحاتهم حول سبل إرساء السلام والاستقرار فى العالم فى مواجهة قضايا باتت تمثل تحديا كبيرا, خاصة تلك التى طفت على الساحة الدولية بسبب جائحة كورونا، ليطلق الرئيس فى ختام المنتدى 8 توصيات جاءت بمنزلة قرارات تخطو بالمنتدى لمسئوليات جديدة تؤسس لمنصة دولية فاعلة لتكون لسان شباب العالم الناطق، وتعكس ثوابت الدولة المصرية التى تسعى للبناء والتنمية وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية.
وقد غلبت المصارحة والمكاشفة على الجلسات التى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى فيما يتعلق بالتحديات التى تواجه العالم وتبادل الرؤى والأطروحات مع الشباب المشارك لتجاوز هذه التحديات، حيث شارك فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى كما شارك فى جلسة تحت عنوان «الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ: لمواجهة التغيرات المناخية»، واستعرض التجربة المصرية لمواجهة الجائحة، مشيرا إلى أن المبادرات الرئاسية التى نفذتها مصر فى مجال الصحة أسهمت بشكل كبير فى تقليص أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس فى البلاد، كما استعرض الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته مصر فى نوفمبر 2016 الذى جنب مصر الكثير من تداعيات الجائحة، فضلا عن المشروعات التى تنفذها الدولة والتى لم تتوقف بسبب الجائحة، واستعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ الدولية فى مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل.
وفى إطار المشاركات الدولية فى المنتدى التقى الرئيس، على هامش فاعليات منتدى شباب العالم، نجيب ميقاتى رئيس الوزراء اللبنانى الذى شارك فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون الثنائى بما فى ذلك إمكان الاستفادة من الخبرة المصرية فى عدد من المجالات كمشروعات الكهرباء والبنية التحتية والطاقة.
وجاء ملف حقوق الانسان كأحد الملفات المهمة التى طرحت للنقاش خلال المنتدى، حيث شارك الرئيس فى جلسة نموذج محاكاة مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، أكد خلالها أن التنافس السياسى وتضارب المصالح يمثلان السبب فى حجم الخراب والدمار وانتهاكات حقوق الانسان فى بعض الدول، مما تسبب فى هدم تلك الدول وضياع شعوبها، فضلا عن أن حقوق الانسان لا تقتصر على حرية التعبير والممارسة السياسية وتمتد للأمور الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن الدولة المصرية حريصة على حقوق الانسان من منظور فكرى ومعتقدات تمارسها.
ولم تكن القضية الفلسطينية ببعيدة عن أروقة المنتدى، حيث التقى الرئيس بنظيره الفلسطينى محمود عباس، على هامش فاعليات المنتدى لاستعراض جهود إعادة إعمار قطاع غزة، التى جاءت كملف نقاش مهم خلال احدى جلسات المنتدى فضلا عن التباحث حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية فى ضوء التطورات على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية.
وفى إطار قضية معاناة شعوب الدول التى تعانى الصراعات، شارك الرئيس فى جلسة تحت عنوان «المسئولية الدولية فى إعادة إعمار مناطق الصراعات»، حيث أكد أن التغيير بالقوة قد يؤدى لخراب لا يتم السيطرة عليه، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط دفعت ثمنا كبيرا لتدخل الآخرين فى شئونها، مضيفا أن هناك دولا كان بها محاولات للتغيير وأصحاب التغيير لم يكونوا يعلمون أن هذا المسار قد يؤدى إلى الخراب. وشدد الرئيس على أهمية إيقاف النزاعات والاقتتال فى الدول التى تشهد صراعات حتى تكون هناك فرصة لإعادة الاعمار ووجود الارادة للجميع للمشاركة فى تسوية المسألة، مضيفا أن مصر لديها ثوابت بعدم التدخل فى شئون الدول الأخري.
كما شارك فى جلسة تحت عنوان «تجارب تنموية فى مواجهة الفقر»، شدد خلالها على ضرورة محاربة الفقر من خلال العمل بجد وإتقان، مشيرا إلى أن الدولة المصرية أنفقت 6 تريليونات جنيه خلال السنوات السبع الماضية فى مختلف القطاعات المصرية للخروج من متاهة الفقر.
وخلال لقائه شركاء التنمية، أكد الرئيس أن الدولة المصرية جادة فى الإصلاح الاقتصادى مهما تكن قسوته، مشددا على أن الشعب المصرى لا يقاد بالقوة ولم يعرض صندوق النقد الدولى على مصر أى مسار، كما أشار إلى أن مصر كانت من أولى الدول التى كانت لها إسهامات فى المنظمات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن مصر تتعامل بانفتاح شديد مع هذه المنظمات وترغب فى الاستفادة منها.
كما التقى الرئيس عددا من ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية، وأكد أن الدولة تهتم بقضية الوعى لدى الشباب من خلال منظومة متكاملة تبدأ من الأسرة والمنزل مرورا بالمدرسة والجامعة ووصولاً إلى دور العبادة بالإضافة إلى الدراما والإعلام، كما تناول اللقاء نقاشا مفتوحا تناول تطورات الأوضاع الداخلية فى مصر بجميع جوانبها خاصة عملية التنمية فى إطار الجهود التى تقوم بها الدولة المصرية فى عدد من المحاور من بينها جهود التنمية.كما أكد الرئيس أن الأوضاع فى مصر آخذة فى التطور بشكل كبير، حيث تم بذل جهود كبيرة خلال السنوات السبع الماضية وهو ما أثر بالإيجاب عَلِى جميع الأوضاع فى مصر.
وشهد الرئيس أيضا حفلة تخرج دفعات الأكاديمية الوطنية للتدريب التى شهدت مشاركات من مختلف المنظمات والهيئات الدولية، حيث تعد مشروع مصر الجديد لبناء الإنسان وفقا لأعلى المعايير الدولية ومصنعا للقادة والقيادات بالدولة حتى أصبحت قبلة الشباب العربى والإفريقى الذى يتطلع إلى مستقبل أفضل.