التاريخ : 19 / 1 / 2022
تهدف إستراتيجية الطاقة المتجددة في مصر إلى الوصول إلى نحو 42% من إجمالي الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة بحلول عام 2035، استكمالًا للطفرة الهائلة التي شهدها القطاع خلال عام 2021، حسبما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وصرح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد شاكر، بأنه من المتوقع أن تصل القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى نحو 10 آلاف ميغاواط بنهاية عام 2023.
وأضاف -في تصريحات سابقة- أنه جرى إعداد إستراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر، لإدخاله ضمن مزيج الطاقة المصري، وتوقيع مذكرة تفاهم لوضع أسس إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركة سيمنس العالمية، بجانب توقيع اتفاقية مع بلجيكا في هذا المجال.
وأشار الوزير إلى تخصيص أكثر من 7 آلاف و650 كيلومترًا مربعًا من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وشدد على أنه كان من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقة المتجددة من الكهرباء المنتجة إلى 20% بنهاية عام 2022، إلا أنه جرى تحقيق هذا الإنجاز بنهاية عام 2021.
وجرت مراجعة إستراتيجية قطاع الطاقة المتجددة في مصر وتحديثها، مع إلغاء مشروعات الفحم واستبدال مشروعات توليد كهرباء من مصادر متجددة بها.
قمة المناخ كوب 27.. 25 مليار دولار محفظة مشروعات التحول الأخضر في مصراستثمارات الطاقة المتجددة في مصر
تحتاج مصر إلى 50 مليار يورو (56.65 مليار دولار) استثمارات في الطاقة المتجددة حتى 2035، من أجل توفير قدرات بنحو 60 ألف ميغاواط، حسب تصريحات نائب رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إيهاب إسماعيل.
وأوضح إسماعيل أن تشجيع القطاع الخاص سيكون من خلال خفض الجمارك من 2% إلى 5%، وخفض ضريبة القيمة المضافة من 14% إلى 5% بالنسبة إلى معدات الطاقة المتجددة.
بينما صرحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، بأن 30% من مشروعات موازنة العام المالي الجاري 2021/2022 تندرج تحت مظلة المشروعات الخضراء.
وأكدت أن مصر تستهدف رفع نسبة المشروعات الخضراء إلى 50% بحلول نهاية العام المالي 2024.
وتشمل قائمة المشروعات المدرجة على خطة مصر خلال العام الجاري، مشروعات في قطاع النقل -من بينها القطار الكهربائي وتحويل السيارات للعمل بالغاز-، والطاقة الجديدة والمتجددة.
ويمكن مراجعة أحدث تطورات إنتاجية الطاقة في مصر، والمشروعات الجديدة التي تنفذها هيئة الطاقة المتجددة من خلال الضغط هنا.
إنجازات الطاقة المتجددة في مصر
حسب وحدة أبحاث الطاقة، فقد نجحت مصر خلال 2021 في إنجاز عدد من المشروعات، وتحقيق إنتاجية مرتفعة من الطاقة النظيفة، وهي كالآتي:
وصلت إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال الربع الأول من العام المالي 2021-2022 إلى نحو 4 آلاف و44 غيغاواط/ساعة.سجلت مشروعات طاقة الرياح نحو 1664 غيغاواط/ساعة.بلغت الكهرباء المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة نحو 1246 غيغاواط/ساعة.بلغت الكهرباء المولدة من الوقود الحيوي نحو 3 غيغاواط/ساعة.نفذّت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة محطة طاقة رياح بقدرة 250 ميغاواط في منطقة خليج السويس، ومحطة خلايا شمسية بقدرة 50 ميغاواط في منطقة الزعفرانة.بدء التشغيل التجاري لمحطة طاقة رياح بقدرة 250 ميغاواط في منطقة خليج السويس.
ويتواصل العمل في مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، إذ جرى إنجاز 32 محطة بقدرة 1465 ميغاواط، وبحلول عام 2022 سيجري الانتهاء من المحطات الـ8 المتبقية لتصل قدرة المشروع الإجمالية إلى 2000 ميغاواط.
مجمع بنبان للطاقة الشمسية.. مصر تخطط لتصدير الكهرباء النظيفة
فضلًا عن ذلك، هناك عدد من مشروعات الطاقة المتجددة في مصر يعمل القطاع الخاص على تطويرها، جنبًا إلى جنب مع القطاع الحكومي في مراحل مختلفة من التطوير، بإجمالي قدرات نحو 2800 ميغاواط من طاقة الرياح، ونحو 700 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
وتفتح الطاقة المتجددة في مصر فرصًا كبيرة للتنمية المستقبلية، لتشارك في تعزيز فرص الهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه، وكذلك السيارات الكهربائية.
إذ شهد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مراسم توقيع اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر لمشروع تتراوح قدرته بين 50 و100 ميغاواط، بوصفه مادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، بين صندوق مصر السيادي، وشركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة، وشركة فيرتيغلوب المملوكة لشركتي أوراسكوم الهولندية وأدنوك الإماراتية.
الطاقة الشمسية في مصر
شهد عام 2021 العديد من التطورات في الطاقة المتجددة في مصر بصفة عامة، والطاقة الشمسية بصفة خاصة.
ففي فبراير/شباط، فازت شركة ستيرلينغ آند ويلسون الهندية بعقد بناء محطة طاقة شمسية في منطقة كوم أمبو بمحافظة أسوان، لصالح شركة أكوا باور السعودية، بتكلفة 127.5 مليون دولار وبقدرة 200 ميغاواط.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه محطة بنبان للطاقة الشمسية (27 ديسمبر 2021)
ووقّع الاتحاد الأوروبي لجمعيات الأعمال المصرية الأوروبية "سي إي إي بي إيه" عقدًا مع شركة أونيرا سيستمز المصرية -في مارس/آذار- لإنشاء محطة طاقة شمسية وتشغيلها بقدرة 100 كيلوواط شاملة بطاريات تخزين في الإسكندرية.
وحينها قال رئيس شركة أونيرا سيستمز، وائل النشار، في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"، إنه سيجري إنشاء محطة الطاقة الشمسية في سوق العامرية للجملة بجنوب الإسكندرية.
وأضاف أن المشروع سيُمول بالكامل بمنحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 127 ألف دولار أميركي (2.1 مليون جنيه مصري).
ووقّعت الحكومة المصرية اتفاقيات مع شركة أكوا باور السعودية -في أبريل/نيسان- من أجل تنفيذ محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية باستخدام الخلايا الكهروضوئية في منطقة كوم أمبو بأسوان.
وصرح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر، بأن إجمالي استثمارات المشروع تبلغ نحو 80 مليون دولار أميركي.
واستكمالًا لانتعاشة مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، وقّعت هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة -التابعة لوزارة الكهرباء- اتفاقية حقّ الانتفاع بالأرض مع شركة أكوا باور للمشروع، ولمدة 25 عامًا مقابل قيمة حق الانتفاع بالأرض، وهي 2% من قيمة إجمالي الكهرباء المنتجة.
ومن المتوقع أن يدخل المشروع التشغيل التجاري في الربع الثالث من 2022.
ووقّعت شركة طاقة للكهرباء -التابعة لمجموعة شركات طاقة عربية- عقود بناء محطتين للطاقة الشمسية النظيفة، في يوليو/تموز، بإجمالي قدرات تصل إلى 5 ميغاواط.
والمحطتان سيجري إنشاؤهما على أرض منتجع سوما باي، التابع لشركة أبوسومة للتنمية السياحية في محافظة البحر الأحمر، باستثمارات تصل إلى نحو 4 ملايين دولار أميركي.
وبسبب ارتفاع تكلفة الشحن وأسعار الخلايا الشمسية، وافقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء الحكومية -في سبتمبر/أيلول- على طلب شركة أكوا باور تأجيل مشروع محطة الطاقة الشمسية في كوم أمبو، لمدة 9 أشهر.
طاقة الرياح في مصر
من بين أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، بدأت مزرعة الرياح في رأس غارب إنتاج طاقة نظيفة بقدرة 250 ميغاواط وتوفير الكهرباء للشبكة، بعد أن أعلنت شركة ليكيلا -في أغسطس/آب- تشغيل أول 20 توربينًا في مشروع غرب بكر.
ومن المقرر أن يدخل المشروع -الذي يقع على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب رأس غارب- حيّز التشغيل الكامل بحلول نهاية عام 2021.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت وزارة الكهرباء اتفاقية مع تحالف شركات "أوراسكوم وإنجي وتويوتا تسوشو" لإنشاء محطة رياح في خليج السويس، بقدرة 500 ميغاواط، باستثمارات تُقدر بـ600 مليون دولار أميركي.
مصر.. بدء التشغيل التجاري لمزرعة رياح غرب بكرالهيدروجين في مصر
تركز خطط الطاقة المتجددة في مصر، على اعتبار الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل خلال السنوات الـ10 المقبلة، إذ أوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، محمد شاكر، أن العمل جارٍ حاليًا على تحديث إستراتيجية الطاقة لعام 2035، لتشمل الهيدروجين الأخضر بوصفه مصدرًا للطاقة.
وفي هذا السياق، جرى توقيع 5 مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات للبدء في المناقشات والدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة في مصر، في إطار التوسع في هذا المجال، وصولًا إلى إمكان التصدير.
وتصدّرت مصر الدول العربية في المشروعات المعلنة لإنتاج الهيدروجين، بإجمالي 7 مشروعات، متفوقة على عمان التي احتلت المرتبة الثانية بـ6 مشروعات، إذ تشهد 3 مشروعات خاصة بالهيدروجين الأخضر، ومشروعين للأمونيا الزرقاء، ومشروعًا للهيدروجين الأزرق، وآخر للأمونيا الخضراء.
جاء ذلك في إنفوغرافيك نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار يتناول المشروعات المعلنة لإنتاج الهيدروجين في الدول العربية، التي يُقدر عددها بـ28 مشروعًا.
وفي دفعة لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر، وقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" والشركة القابضة لكهرباء مصر، مذكرة تفاهم مع شركة إيني الإيطالية -في يوليو-/تموز- بشأن التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، فضلًا عن تقييم الجدوى الفنية والتجارية للمشروعات المستقبلية في مصر.
ويشمل التعاون إجراء دراسة حول المشروعات المشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول الغاز الطبيعي المتقادمة.
ووقعت مصر اتفاقية جديدة -في أكتوبر/تشرين الأول- مع شركتي "سكاتك" النرويجية و"فيرتيغلوب" المملوكة لشركة أوراسكوم وأدنوك، لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وستتولى شركة "سكاتك" إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتشغيله بقدرات تتراوح بين 50 و100 ميغاواط، وسيورّد الإنتاج إلى الشركة المصرية للصناعات الأساسية "إي بي آي سي" المملوكة لشركة "فيرتيغلوب".
وستستخدم "فيرتيغلوب" الهيدروجين الأخضر بوصفه مادة وسيطة تكميلية، لإنتاج أكثر من 45 طنًا متريًا من الأمونيا الخضراء سنويًا، بموجب عقد شراء طويل الأجل.
كما وقّعت مصر وإسرائيل -في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني- مذكرة تفاهم تستكشف إمكان الاستفادة من خطوط أنابيب الغاز بين البلدين في نقل الهيدروجين وتصديره.
جاء ذلك في إطار إعلان مشترك على هامش الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة، جرى التوقيع عليه من قبل وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار.