أعلن فاتح بيرول، الرئيس التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، خلال كلمته فى افتتاح الدورة الخامسة من مؤتمر إيجيبس 2022، انضمام مصر رسميا للوكالة كعضو، مشيدا بما حققته مصر من قصص نجاح وصفها بالرائعة.
وأضاف أن مصر وإفريقيا والعالم فى لحظة فارقة فيما يتعلق بالطاقة والمناخ، مؤكدا كامل الدعم لمصر فى ظل استضافتها للقمة العالمية للمناخ COP27 وقيادتها للقارة الإفريقية للخروج بمقررات من القمة تناسب القارة التى تعانى من تحديات كبيرة تتمثل فى النافذية للكهرباء والطهو بوسائل بدائية تنجم عنها كوارث.
وأشار إلى عدد المؤشرات على الوضع فى إفريقيا ومعاناة الحصول على الطاقة لسكانها، حيث أوضح أن حجم إنتاج الطاقة الشمسية فى جنوب الصحراء بإفريقيا يوازى نصف ما تنتجه بلجيكا وحدها، وأن موزمبيق مثلا أقل من 40% بها لديهم كهرباء، بالرغم مما لديها من اكتشافات غازية، وهو ما يوضح أن العالم مازال فى احتياج للبترول والغاز، وأنه علينا التصدى لتغير المناخ والتركيز على الابتكار وإيجاد تقنيات حديثة لتخزين الكربون ووضع إستراتيجية متطورة لذلك.
وأشار إلى أهمية وجود رؤية موحدة للقارة الإفريقية للتحول الطاقى واستثمار توجه أنظار العالم نحو مصر خلال القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.
وقال «بيرول» إن ما حققته مصر خلال السنوات الماضية أمر مهم ومبهر، بداية من الاستفادة من أصول الغاز والتحول إلى سوق الكهرباء، حيث استطاعت أن تحقق فائضا بعد العجز، ما أحدث فارقا فى مجال الطاقة الشمسية، كما أن زيادة الدعم أدى إلى جذب كميات هائلة من الاستثمارات من المؤسسات المالية ورأس المال الخاص، كذلك حققت مصر نجاحات فى قطاع الكهرباء.
وأضاف: «نحن نهتم بتعميق التعاون، وعلى استعداد لتقديم أى دعم خلال السنوات المقبلة، فالنفط وأسعار الغاز اليوم أصبحت فى منطقة خطرة.. كل الأسواق بعدما شهدت نموا استثنائيا فى أسعار النفط، شهدت نموا فى الإنتاج من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل ولكن هذا ليس كافيا».
وأشار إلى أن البلدان المنضوية تحت «أوبك بلس» لديها أهداف ناجحة، ولكن هناك فجوة متزايدة بين الغايات التى وضعوها والإنتاج اليوم، معربا عن أمله، أن تقوم بلدان «أوبك بلس» بتقليص هذه الفجوة باعتبارها شريكا مسئولا فى أسواق الطاقة، وتوفير أحجام وكميات كبيرة بحيث يستطيعون تلافى أى مشكلات.
وتابع بيرول: «فيما يتعلق بالغاز الطبيعى، نشهد أيضا ارتفاعا فى الأسعار لاسيما فى أوروبا، وهذا فى رأيى أمر مصطنع، فإن تسييس قطاع الغاز فى أوروبا ليس فى مصلحة أى شخص لا المنتجين ولا المستخدمين، ولذلك أتوجه بالشكر لكثير من مقدمى الغاز الطبيعى الذين يوفرونه لأوروبا من الولايات المتحدة وصولا إلى قطر مرورا بمصر»، لافتا إلى أن بلدان مثل النرويج وأذربيجان أيضا، قامت بزيادة إنتاجها، وعلينا أن نتلافى أى انخفاض شديد أو تسييس لقضايا الطاقة. وقال «بيرول»: «ناقشت اليوم قمة المناخ 27 عن إفريقيا، وهى فرصة مذهلة لتلك القارة لاستغلالها، فالحقيقة أن مواطنى إفريقيا مسئولون على الأقل عن 2% من الانبعاثات العالمية التى تحدث تغير المناخ، ومع ذلك فإن الآثار المعاكسة لتغير المناخ تقع أكثرها فى إفريقيا»، مشيرا إلى أن هناك مناقشات حول إيجاد حلول لمشكلات المناخ، ولكن علينا أن نتأكد أن إفريقيا لا تحمل عبئا ضخما لايمكنها أن تقوم به خاصة فى التحول للطاقة النظيفة.
وأكد أن هناك أقل من 4% ممن لديهم القدرة على الحصول على الكهرباء فى إفريقيا جنوب الصحراء. وأضاف: «سيكون هناك اجتماع بين الاتحاد الأوروبى وإفريقيا فى بروكسل خلال أيام، وسوف أشارككم إحصائيات مريرة»، لافتا إلى أن حجم الطاقة الشمسية التى يتم إنتاجها فى كل إفريقيا هو نصف الطاقة الشمسية التى تنتج فى بلجيكا فقط.
كما اقترح «بيرول» أن تأخذ شركات النفط والغاز فى مصر موضعها المناسب فى التاريخ، وتساعد فى الوصول إلى تكنولوجيا الطاقة النظيفة.