تعد مصر من أهم بلاد المنطقة الملائمة لإقامة مشروعات للطاقة المتجددة، مما يتيح فى المستقبل نموا كبيرا فى هذا المجال، تصبح معه مركزا محوريا وإقليميا، خاصة فى مجال إنتاج «الهيدروجين الأخضر»، الذى سيغير شكل الطاقة عالميا، كما يساعد على الإسراع من وتيرة تحول الطاقة فى المنطقة، وهو بمثابة دفعة نحو التوسع فى مشروعات الطاقة المتجددة النظيفة، واستكمالا لجهود الدولة لدخول الشركات العالمية والعربية فى مجال الاستثمارات، خاصة فى مشروعات «الطاقة الخضراء».
وفى هذا السياق، جاء إطلاق مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ٢٧»، فى إطار الاستعدادات الجارية لاستضافة مدينة شرم الشيخ قمة «كوب ٢٧» فى نوفمبر المقبل، كذلك من أجل القاء الضوء على أهمية «الهيدروجين الأخضر» ومشروعات «الطاقة الخضراء»، التى يمكن اعتبارها بمثابة «استثمار المستقبل».
قمة تنفيذ المشروعات
الدكتور محمود محيى الدين، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030، «رائد المُناخ» للرئاسة المصرية لمؤتمر «كوب 27»، يؤكد أن القيادة السياسية تعى أهمية مساندة الدولة للمشروعات الصغيرة، وحل مشاكل البنية الأساسية من المشروعات الزراعية والصرف الصحى والزراعي، وذلك من خلال برنامج «حياة كريمة»، والاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضح محيى الدين، فى كلمته عبر تطبيق «زووم»، بحضور ممثلى 500 جمعية من منظمات المجتمع المدنى وخبراء وعلماء البيئة، فى جلسة إطلاق مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، فى الاجتماع الذى عقدته الشبكة العربية للبيئة والتنمية ومركز معلومات البحر المتوسط، أن قمة شرم الشيخ لن تكون للكلمات الرنانة، ولكنها ستكون قمة لتنفيذ المشروعات، والخروج بشراكات قوية بين الحكومات والقطاع الخاص.
وأشار إلى أهمية النظرة الشمولية للتصدى لهذه القضايا والبعد عن الحلول الضيقة، مؤكدا أهمية حشد الاستثمارات اللازمة للتكيف مع آثار تغير المناخ ومواجهة الخسائر والأضرار الناتجة عنها، مشددا على ضرورة زيادة جهود الأطراف غير الحكومية لمواجهة الخسائر والأضرار لتلبية احتياجات المجتمعات المتأثرة بشكل مناسب، مع ضرورة عدم تجاهل الخسائر غير الاقتصادية، وتحديد القدرات الموجودة بالفعل فى المجتمعات عند إعادة البناء، وتحويل الزراعة والأنظمة الغذائية إلى أنظمة جديدة لتحمل الخسائر والأضرار المحتملة من التغيرات البطيئة، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والتملح، وآثار الجفاف لفترات طويلة والتغيرات فى هطول الأمطار، مع تأكيد أهمية دور التأمين والبيانات والذكاء الاصطناعى والبحث والتطوير.
حشد الجهود الوطنية
الدكتور عماد الدين عدلى رئيس مجلس إدارة المكتب العربى للشباب والبيئة، يقول إن الهدف من مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ 27»، هو حشد الجهود الوطنية فى إطار الاستعدادات الجارية قبل عقد مؤتمر «كوب ٢٧» فى شرم الشيخ، وذلك من خلال المشاركة المجتمعية التى تضم جميع الأطراف، سواء الحكومة أو منظمات المجتمع المدني، أو العلماء والباحثون.
ويضيف أنه فى هذا السياق تم إطلاق شبكة «إعلاميون من أجل المناخ»، والتى تضم جموع الإعلاميين والصحفيين المهتمين بالشأن البيئى فى مصر، ذلك أن العام الحالى هو عام المجتمع المدنى الشريك الأساسى فى المشروعات الخاصة بتغير المناخ والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، حيث تم تنفيذ المشروعات فى أربعة أقاليم جغرافية، وهى إقليم القاهرة الكبرى (محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية)، وإقليم الدلتا (محافظات الشرقية والدقهلية وكفر الشيخ محافظة الفيوم)، وإقليم صعيد مصر (محافظات قنا والأقصر والمنيا). وأوضح عدلى أنه تتوفر لدى مصر طاقات خلاقة تجعلها من أهم المواقع الملائمة لإقامة مشروعات للطاقة المتجددة، وأن يصبح لها دور محورى وإقليمى فى مجال إنتاج الهيدروجين، الذى يغير شكل المنطقة.
مشروعات الطاقة المتجددة
أيمن سليمان الرئيس التنفيذى لـ «صندوق مصر السيادى»، يقول إن مصر لديها وفرة من الرياح والطاقة الشمسية، حيث حصرت وزارة الكهرباء إمكانيات تصل إلى 90 جيجا وات فعليا، تلك التى يمكن استغلالها فى مشروعات الطاقة المتجددة التى تم وضع الخطط لها، ومنها سيكون من المتاح إنتاج الهيدروجين الأخضر والامونيا الخضراء والايمثانول أحد مزيلات الانبعاثات الكربونية، وأغلبها سيكون بالمنطقة الصناعية فى العين السخنة تحت ولاية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما توجد لدينا خطة أخرى لتحلية المياه، حيث وضعت وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية خطة طموحا لإنتاج 8.5 مليون متر مكعب مياه بالطاقة الشمسية. وأوضح سليمان أنه سيكون لدينا فى المستقبل استهلاك محلى للهيدروجين الأخضر فى بعض الاستخدامات للصناعات المحلية، لكى تكون منتجاتنا المحلية كالحديد والألومنيوم والامونيا والأسمدة منتجات خضراء، وذلك لكى نستفيد من الميزة التنافسية فى سعر المنتجات الزراعية وصادراتها، ذلك أن حجم الإنتاج المستهدف فى المرحلة الأولى لانتاج الامونيا الخضراء حوالى 3 ملايين طن.