أطلقت وزارة الموارد المائية والرى حملة توعية جديدة بين المواطنين للحفاظ على المياه الجوفية، تحت شعار: «المياه أمانة.. خليك إيجابى وبلغ عن المخالفين»، وذلك بهدف الحد من هدر المياه الجوفية والقضاء على الآبار العشوائية المختلفة وغير المرخصة على مستوى محافظات الجمهورية، والتى تعتمد على سرقة المياه وتبديدها بشكل مخالف للقانون، وتمثل المتسبب الأساسى فى ضياع ثانى أهم مورد مائى قومى، فضلا عن كثير من الأضرار للمشروعات الزراعية التنموية المخطط لها واستدامتها. 

الدكتور أسامة الظاهر،  رئيس قطاع المياه الجوفية، يوضح أن مصر فى طريقها للعبور نحو المستقبل من خلال مشروعات تنموية وبنية تحتية ومجهودات تنقلنا الى الجمهورية الجديدة، ولكن مواردنا المائية تظل محدودة وقليلة بالنسبة الى عدد السكان المتنامى بشكل مضطرد، وقليلة كذلك بالنسبة لاحتياجاتنا المائية التنموية المتزايدة، إلى أن أصبحنا فى حاجة ماسة لضبط جميع أشكال العشوائيات فى المجال المائى.

وقال إن الدولة لا تألوا جهدا فى إنشاء مشروعات ضخمة ومتعددة من أجل المحافظة على كمية المياه المتاحة وحسن استخدامها وترشيدها، والتى من أهمها هذه الموارد المائية الجوفية التى تستخدمها مصر كأحد الحلول لسد العجز المائى والغذائى بين المتاح والمطلوب، والتى يتم استخدامها بحساب دقيق ويتم مراقبتها ورصدها من أجل الحفاظ على حق الأجيال الحالية والقادمة.

وأكد رئيس قطاع المياه الجوفية أن المواطن المصرى معروف أنه لايترك حقه عندما يجد جاره يأخذ حقه من المياه، مشيرا إلى أن وجود بئر مياه جوفية عشوائية مخالفة وهادرة للمياه وبلا ضوابط، يعنى أن حق المواطن وحق غيره من المواطنين يضيع فى المياه. 

وطالب جموع المواطنين بالإبلاغ وبلا تتردد عن المخالف والمتسبب فى إهدار المياه الجوفية، التى تعتبر من أهم الموارد التنموية الأساسية لإنشاء المجتمعات والتنمية الشاملة، فى ظل حالة الشح المائى، وذلك بالاتصال على رقم ‪01017285325‬ مع ضمان الحفاظ على سرية المبلغ، مشيرا إلى أنه بذلك يكون المواطن قد حافظ على حقه وحق أولادنا والأجيال المستقبلية، قائلا: «حافظ على المياه تلاقيها».  

وأكد أن المحافظات المختلفة تذخر بالنماذج الناجحة للمزارع والزمامات التى يتم استزراعها وتنميتها على المياه الجوفية، باستخدام نظم الرى بالرش والتنقيط وألواح الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار الجوفية، لزراعة مختلف الزراعات التقليدية والإستراتيجية، ومنها زراعة القمح.

وأوضح الظاهر أن مثل هذه النماذج تشجعها وزارة الموارد المائية والري  ممثلة فى قطاع المياه الجوفية، من خلال الدمج بين استخدام نظم الرى الحديثة مع الطاقة المتجددة، لإنتاج محاصيل إستراتيجية ذات عوائد تنموية دون الإضرار بالخزان الجوفى.

وأشار الى أن هناك خطة طموح بالقطاع لتعميم منظومة الآبار الجارى تشغيلها بألواح الطاقة الشمسية على جميع الآبار الجوفية بالمحافظات، الأمر الذى سيعزز من قدرة الدولة على الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية باستخدام الطاقة الشمسية، باعتبارها مصدرا متجددا، ومن ناحية أخرى يعتمد على فترات سطوع الشمس، بما يسمح للخزان الجوفى باستعاضة مناسيبه خلال فترات توقف الخلايا الشمسية مساء، بما يسهم فى إطالة عمر الخزان الجوفى والتقليل من معدلات استنزافه.

وأوضح أنه فى إطار إجراءات السيطرة على السحب الجائر من المخزون الجوفى، فقد تم تركيب أول عداد سابق الدفع على بئر بمدينة الخارجة، الذى يعتبر أحد الآبار التابعة للوزارة بواحة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، قائلا إنه من المقرر أن يتم تركيب ثانى العدادات الذكية سابقة الشحن على أحد الآبار بالمحافظة تمهيدا لتعميم هذه النماذج.

وأشار إلى أن فكرة العداد سابق الدفع تعتمد على ربط الآبار بكمية المياه المسموح بسحبها دون تجاوز، من خلال كروت ذكية يتم شحنها بكمية المياه المصرح بسحبها، على أن يتم فصل تشغيل البئر تلقائيا فور سحب الكمية المقررة.

وقال إنه من المقرر أن يتم تقييم التجربة خلال الأشهر القليلة المقبلة، تمهيدا لتعميمها على مختلف المنتفعين على الآبار الجوفية فى الأغراض المختلفة.