أكد خالد جلال سفير مصر لدى ألمانيا الأهمية الكبرى للزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا لما سيكون لها من أثر كبير فى الدفع قدما بمسيرة التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، وعلاقاتهما الثنائية المتميزة، وأيضا لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هى الأولى للرئيس السيسي فى ظل الحكومة الأمانية الجديدة التى تم انتخابها فى ديسمبر الماضي.
وقال جلال - فى حوار أجراه على حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن المانيا شريك وثيق لمصر فى مجالات كثيرة ومتعددة ومتشعبة، تكاد تغطى كل أوجه ومجالات التعاون، موضحا أن التعاون التجارى بين البلدين يبلغ 6 مليارات يورو سنويا استيرادا أو تصديرا بالإضافة لوجود ثلاثة آلاف شركة ألمانية، سواء عاملة فى مصر بالفعل أو لها أفرع فيها أو مكاتب تمثيل.
وقال إن التعاون العلمى والتعليمى والثقافى بين البلدين على مستوى رفيع من الاداء، حيث لا توجد دولة أخرى فى العالم لها هذا القدر من العمق فى التعامل مع ألمانيا، مشيرا إلى أن مصر تستحوذ على 40% من ميزانية التعاون العلمى والثقافى لألمانيا خارج حدودها.
وأشار إلى أن من أبرز أوجه التعاون المشترك مشروع شركة سيمنز لبناء خطوط القطار السريع الذى تبلغ تكلفته 8 مليارات يورو، وهو المشروع الذى اعتبرته الحكومة الألمانية مشروعا إستراتيجيا للدولة الألمانية، وبالتالى كانت حريصة على دعمه وتقديم كل التسهيلات لانجازه، مضيفا أنه قبل ذلك قامت شركة سيمنز بإنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء احدثت نقلة نوعية فى إنتاج الكهرباء فى مصر، وأصبح لدينا فائض من إنتاجها، وباتت متوافرة لخدمة أهداف التنمية، مشيرا الى التعاون مع المانيا فى المشروعات الضخمة التى تقام على أرض مصر وتحظى بدعم استراتيجى كامل من الدولة الألمانية بكل أجهزتها، وتسهم بصورة إيجابية وفعالة فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، وهو ماجعل من المانيا شريكا فى التنمية وبناء المستقبل وليست شريكا تجاريا فقط. وقال أن الالمان يقدرون ويثمنون التزام مصر بمكافحة الهجرة غير الشرعية، ويدركون أن مصر تحسن استضافة اللاجئين على أراضيها، ولا تطالب بثمن لمواجهة الأعباء المترتبة على استضافتها لهؤلاء اللاجئين سواء العرب أو الأفارقة، وهو ما يعطى مصر مركزا متميزا فى هذا المجال.
وأكد السفير أن هناك تنسيقا وتشاورا أساسيا بين البلدين فى الأمور السياسية حيث يعملان معا نحو الدفع قدما بعملية السلام فى الشرق الأوسط لإحلاله وبناء أسس الدولة الليبية، ويتعاونان فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما تتفهم ألمانيا احتياجات مصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة تموج بالعديد من بؤر عدم الاستقرار . مشيرا الى أن المانيا تحرص على دعم مصر كمركز إقليمى للطاقة فى شرق المتوسط، خاصة فى ضوء التطورات الجارية فى الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وانكشاف خطوط إمدادات الطاقة الأوروبية الواردة من روسيا، وبالتالى أصبح هناك حديث بين مصر والمانيا للتعاون فى مجال الغاز الطبيعى لسد الاحتياجات الألمانية العاجلة.
وقال إن البلدين يتعاونان فى استشراف آفاق جديدة للطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، وتحويل مصر إلى مركز لإنتاجه وتصديره الى المانيا وأوروبا، وكذلك تعميق الشراكة فى مجال الطاقة بصفة عامة لسد احتياجات المانيا،.
وقال السفير إن زيارة الرئيس لألمانيا تكتسب أهمية دولية، حيث يترأس مع المستشار الألمانى أولاف شولتس حوار بترسبرج للمناخ، وهى اجتماعات سنوية تعقدها ألمانيا للدولة التى تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية والذى تستضيفه مصر فى نوفمبر القادم بشرم الشيخ.