وأضاف الرئيس الأمريكى ــ خلال كلمته، أمام قمة المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ: «نسعى لحشد دول العالم لاتخاذ أهداف طموحة بشأن المناخ».
وأعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن، عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى، لاستضافة هذه اللحظة التاريخية، والمشاركة فى هذه القمة الحيوية، معربًا عن شكره للمبعوث الأمريكى الخاص للمناخ جون كيري، مشيدًا بالتقدم الهائل فى مجال المناخ الذى تم إنجازه خلال السنتين الماضيتين.
وقال بايدن: «رسالتنا من هنا فى مصر، حيث الأهرامات والآثار العريقة الشاهدة على عبقرية البشرية على مدى الألفيات، هى منع وقوع كارثة مناخية والاستفادة من فرصة إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة»، مشددًا على أن هذا ضرورى لحاضرنا ومستقبلنا.
وأضاف الرئيس الأمريكى أنه وفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية فالسنوات الثمانية الأخيرة كانت الأشد حرارة فى العالم، حيث شهدت الولايات المتحدة جفافًا تاريخيًا وحرائق فى الغرب وأعاصير وعواصف مدمرة فى الشرق، وفى إفريقيا أيضًا حيث شاهدنا الكثير من أمم العالم الأكثر تضررًا من تغير المناخ وتعرضًا لانعدام الأمن الغذائى والجوع.
وتابع : «شاهدنا ظواهر كثيرة لتغير المناخ منها الجفاف الشديد فى القرن الإفريقى منذ أربع سنوات، وفى نهر النيجر فى غرب إفريقيا نرى الحياة التى يعيشها الصيادون والمزارعون فى نيجيريا، حيث إن أكثر من 600 شخص قد قتل بالفياضانات ومليون و300 ألف هجروا، كما تغيرت مسارات هجرة الحيوانات بعد مئات السنين وتعرض الرعاة والمزارعين للخطر».
وشدد الرئيس الأمريكى جو بايدن ــ خلال كلمته بمؤتمر المناخ (COP27) المنعقد بشرم الشيخ ــ على أهمية مواجهة ظاهرة تغير المناخ من أجل الأمن البشرى والبيئى والقومى وحياة كوكبنا.
وعن الإجراءات الأمريكية لمواجهة تغير المناخ، استعرض الرئيس بايدن، جهود إدارته فى هذا الصدد، من خلال تنفيذ برنامج لمواجهة الأزمة المناخية وزيادة الأمن فى مجال الطاقة فى الوطن وعبر العالم، وذلك من خلال الانضمام إلى اتفاق باريس وقامت بعقد مؤتمرات كبرى بشأن المناخ على مستوى القمة، فضلاً عن إعادة إنشاء منتدى الاقتصاديات الكبرى لدفع البلدان فى العالم على زيادة مواجهة التغير المناخي.
وأشار بايدن إلى أنه فى مؤتمر المناخ بجلاسكو الـ26، ساعدت الولايات المتحدة على التوصل إلى التزامات حيوية، حيث دفعت ثلثى الاقتصادات فى العالم من الناتج العالمى نحو مسار منع الاحترار بما يزيد على 1.5 درجة.
ولفت إلى اعتماد الكونجرس لأكبر قانون مناخى فى تاريخ البلاد يقدر بنحو 368 مليار دولار لدعم الكهرباء النظيفة من الرياح البحرية العائمة إلى الطاقة الشمسية وعربات صفرية الانبعاثات ووقود الطيران، فضلاً عن تنظيف العمليات الصناعية والزراعية.
وأكد أن ذلك القانون الجديد سيسمح بتخفيض انبعاثاتها بحلول عام 2030 لنحو مليار طن سنويًا، ما يطلق العنان للنمو الاقتصادى المولد بالطاقة النظيفة، فضلاً عن الاستثمارات فى البطاريات الكهربائية إلى الهيدروجين سيفتح جولة من الابتكار ويخفض التكاليف ويحسن تكنولوجيا الطاقة النظيفة التى ستتاح إلى أمم العالم وليس فقط إلى الولايات المتحدة، ما يساعد على التحول إلى مستقبل منخفض الكربون أقل تكلفة للجميع ويعجل بإزالة الكربون داخل وخارج حدودنا.
وأكد الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال كلمته بمؤتمر المناخ (COP27) المنعقد بشرم الشيخ، أن السياسة المناخية السليمة هى سياسة اقتصادية سليمة، وتعد أساسًا متينًا للنمو الاقتصادى الشامل والصامد والمستدام وتسمح بتحقيق التقدم فى القطاع الخاص والعالم أيضًا.
وتعهد الرئيس الأمريكى بأن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاق باريس من أجل تخفيض الانبعاثات بنسبة 50 إلى 52% بحلول 2030، مشيرًا إلى أنه خلال العام الماضى تعهد بزيادة الدعم الأمريكى أربعة أضعاف للتمويل المناخى وتقديم 11 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2024، بالإضافة إلى 3 مليارات دولار من أجل التكيف.
وأوضح أنه بلاده سوف تمول خطة الطوارئ للتكيف والقدرة على الصمود المسمى «بريبر» لمساعدة أكثر من نصف مليار نسمة فى البلدان النامية بهدف الاستجابة لتغير المناخ، مشيرًا إلى أن إدارته طلبت مليارى دولار لخطة «بريبر» فى هذا العام.
وأعلن الرئيس بايدن عن مبلغ 150 مليون دولار كدفعة أولى لمبادرات تدعم خطة «بريبر» للتكيف فى إفريقيا بما فى ذلك برنامج التكيف فى إفريقيا، موضحًا أن هذا المجهود انطلق بالاشتراك بين مصر والولايات المتحدة فى يونيو الماضي، وذلك يسهم فى توسيع نظم الإنذار المبكر لتغطية إفريقيا وتوسيع فرص التمويل المناخى والحماية من المخاطر وتعزيز الأمن الغذائى وتعبئة القطاع الخاص ودعم مركز جديد للتدريب فى مصر لتعجيل جهود التكيف عبر القارة الإفريقية.
وأكد الرئيس جو بايدن أن الإدارة الأمريكية ساهمت للمرة الأولى فى صندوق التكيف العام الماضي، مشيرًا إلى أن هذا العام نتعهد بمضاعفة هذا المبلغ ليكون 100 مليون دولار.
وقال بايدن: «إننا ندعم مبادرة مجموعة السبع الكبار (G7) لتعزيز حماية البلدان الضعيفة أمام المناخ بما ذلك الخسائر المناخية والاستجابة بسرعة للاضرار المناخية والشراكة من أجل البنى التحتية العالمية والاستثمار بقيادة مجموعة السبعة والتى تعمل على تلبية الاحتياجات الحيوية فى البنى التحتية فى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط».
وأضاف أن هناك مشاريع كثيرة جار تنفيذها مع حكومة أنجولا لاستثمار مبلغ مليارى دولار لبناء مشاريع جديدة للطاقة الشمسية فى أنجولا، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة كانت صعبة وشهد العالم تحديات كثيرة واضطرابات، خاصة مع الحرب الروسية الأوكرانية والتى زادت من تفاقم النقص فى الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة وتقلب الأسواق فى مجال الطاقة مما يزيد من التضخم العالمي.
وأوضح أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت ضرورة التحول إلى الطاقة النظيفة والاستغناء عن الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن الأمن فى الطاقة النظيفة يعنى أن كل دولة تستفيد من المستقبل باستخدام الطاقة النظيفة والمتنوعة، منبهًا بأنه لا تستطيع دولة واحدة أن تستخدم الطاقة كسلاح وأن تأخذ الاقتصاد العالمى رهينة، مطالبًا جميع دول العالم بالتكاتف لمجابهة ظاهرة التغير المناخي.
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن: «أطلقنا فى العام الماضى إحدى المبادرات مع رئيسة المفوضية الأوروبية فى التعهد العالمى بشأن غاز الميثان، حيث بدأنا مع الاتحاد الأوروبى و8 بلدان أخرى، وفى جلاسكو زادت لتشمل 100 بلد»، منوهًا بأن غاز الميثان أخطر من الكربون بـ 80 مرة ويمثل نصف مسببات الاحترار بالقيمة الصافية.
وأضاف بايدن - أن تخفيض غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 أفضل وسيلة للاحتفاظ بهدف الدرجة والنصف.
وتابع : «نعلن اليوم عن خطة عمل جديدة لتخفيض انبعاثات الميثان توضح كيف نلبى هذا العهد، ونستثمر أكثر من 20 مليار دولار للتخفيف من غاز الميثان محليًا لوضع حد أقصى على الآبار التى تسرب الميثان وتحسين أجهزتنا الصناعية فى قطاع النفط والغاز واعتماد تنظيمات جديدة بما فى ذلك اقتراح صادر عن هيئة حماية البيئة لتعزيز المعايير النموذجية بشأن الميثان فى قطاعات مختلفة للتأكد من أن الميثان لا يؤثر على الصحة العامة».
وأوضح الرئيس الأمريكى أن هذه الخطوات ستخفض انبعاثات الميثان «الأمريكية» من المصادر التى نغطيها بهذه الخطة بنسبة 87% بحلول عام 2030 بالمقارنة مع عام 2005.
وأكد على حشد جهود الشركاء من القطاع العام والخاص والجهات الخيرية لكى تكون النظم البيئية صحية فى قلب الاقتصادات السليمة والصحية، وهذا يقتضى تضافر الجهود وتعبئة قدراتنا للتصدى إلى الانبعاثات فى قطاعات اقتصادية فى الشحن الدولى كمثال، مشيرًا إلى أنه إذا كان الشحن البحرى قطاعًا منفصلاً عن الاقتصاد لاعتبر عاشر أكبر مصدر للانبعاثات فى العالم، لذلك فقد اعتمدنا مع النرويج «التحدى الأخضر للشحن».
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن : «إننا عازمون على أن نحدث تغييرًا جذريًا نحن بحاجة إليه من أجل مواجهة الأزمة المناخية للتغلب على عقود من المعارضة والعقبات التى وقفت فى وجه التقدم فى هذا المجال».
وأكد بايدن ــ أن الولايات المتحدة تعد قائدًا يمكن التعويل عليه فى العالم بمجال المناخ وقد اتخذنا خطوات ضخمة لتحقيق ذلك، هذا التقدم يقوده الشباب فى مختلف أمريكا والشباب فى العالم لأنهم يعرفون مدى أهمية تغير المناخ وهم ملتزمون بهذه القضية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتخذ خطوات مستدامة لتحقيق أهدافنا، من خلال الدبلوماسية والتوافقات والتفاهمات التى نبنيها نطلق منهجيات جديدة ونسترشد بطاقات الشباب والمجتمع المدنى والناشطين والمناخيين.