شكل مؤتمر شرم الشيخ للمناخ محطة مهمة فى إطار الجهود العالمية لمواجهة آثار التغيرات المناخية التى باتت تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين, حيث ترتب عليها العديد من التداعيات السلبية الاقتصادية والبيئية مع انتشار حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات وشح الأمطار وجفاف الأنهار والتصحر وهو ما أثر على الأمن الغذائى العالمي. وتمثل مخرجات مؤتمر شرم الشيخ أهمية كبيرة خاصة فيما يتعلق بإنشاء صندوق للخسائر والأضرار لمساعدة الدول الأشد تضررا من التغيرات المناخية خاصة فى إفريقيا وأسيا على مواجهة آثار التغيرات المناخية, كما أن هذا الصندوق يعزز مفهوم العدالة المناخية وضرورة أن تتحمل الدولة الغنية والمتقدمة مسئولياتها باعتبارها المسئول الأساسى عن الانبعاثات الحرارية والكربونية, فى مساعدة الدول النامية فى احتواء تداعيات التغيرات المناخية وفى مساعدتها تكنولوجيا فى التوسع فى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرهما. وبالتالى من المهم أن تساهم الدول الغنية فى هذا الصندوق وأن يكون هناك توافق عالمى خاصة بين الدول الكبرى للإسراع بإقرار آليات تمويل الصندوق خلال قمة المناخ المقبلة فى الإمارات.
كذلك من المهم أن تلتزم الدول الكبرى بتنفيذ تعهداتها فى مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمرات السابقة فيما يتعلق بتقليل انبعاثاتها الحرارية والتخلى عن مصادر الوقود الأحفورى خاصة الفحم وفق جداول زمنية محددة, مع التوسع فى الطاقة النظيفة, ولاشك أن على الدول الكبرى أن تقوم بالوفاء بتعهداتها حفاظا على كوكب الأرض خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة بطريقة تهدد الحياة على الكوكب الأزرق.
ولاشك أن انعقاد المؤتمر فى شرم الشيخ عكس حجم التقدير الدولى لمصر وقدراتها التنظيمية العالية فى استضافة المؤتمر وكذلك دورها فى بناء توافق عالمى من أجل مواجهة التغيرات المناخية.