جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي نظمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ضمن فعاليات "يوم المياه" بمؤتمر المناخ COP27 ، حول "ندرة المياه والاستدامة.. التوازن بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة"، بحضور السيد/ نذار بركة، وزير المياه المغربي، والسيد/ أيمن سليمان، رئيس الصندوق السيادي المصري، والسيد/ عمر علام، الرئيس المشارك لشركة حسن علام، والسيدة/ ريهام البلتاجي، رئيس القطاع المالي بأوراكسوم، والسيد/ بادي بادمانثان، الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور، والسيد/ رامي الغندور المدير التنفيذي لشركه ماتيتو، وأدار الجلسة السيدة/ سوي باريت، رئيس البنية التحتية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والسيدة/ نانديتا بارشاد، مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة بالبنك .
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي"، محور الترابط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، يعد أحد البرامج المحورية التي أطلقتها الدولة المصرية في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، من أجل تعزيز الممارسات المستدامة في هذه القطاعات الثلاثة نظرًا لأهميتها لتحقيق التنمية الصديقة للبيئة وتحفيز الأمن الغذائي والمائي، لافتة إلى أن المشروعات المدرجة ضمن البرنامج تحقق تعزُّز التحول الأخضر من خلال تعزيز التكيف مع تداعيات التغيرات المناخية في قطاعات الزراعة والمياه وأيضًا الطاقة من خلال تحويل محطات الطاقة الحرارية إلى طاقة متجددة .
وتابعت "المشاط": تعمل هذه المشروعات أيضًا على التوسع في محطات تحلية المياه وتعزيز القدرة على المرونة والصمود لدى صغار المزارعين وحماية المناطق الريفية والزراعية المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية من تداعياتها السلبية من خلال أنظمة الإنذار المبكر، مؤكدة أن هذه المشروعات تعزز استمرارية جهود الدولة في مجال المناخ والتنمية وتحفز الاستدامة في القطاعات الحيوية .
ونوهت أن برنامج "نُوَفِّي"، يتيح فرصًا متعددة للأطراف ذات الصلة للمساهمة في دفع التحول من التعهدات إلى التنفيذ من خلال الاستثمار في 9 مشروعات ذات أولوية بقطاعات المياه والغذاء والطاقة تتنوع بين مشروعات التخفيف والتكيف، وتعزز تمكين صغار المزارعين وتواجه مخاطر التغيرات المناخية على مجتمعاتنا الريفية، بما يحقق المرونة ويزيد الصلابة في مواجهة هذه المتغيرات ويعزز التوازن بين احتياجات المواطنين والحفاظ على البيئة، كما يدعم النمو الشامل والمستدام .
وذكرت "المشاط" أن جهود المناخ والتنمية ليست بالمستجدة ضمن خطط الدولة التنموية فقد عملت الدولة المصرية منذ عام 2014 على المضي قدمًا للتوسع في جهود التنمية مع مراعاة المعايير البيئية، ومن بين أبرز المشروعات المنفذة مشروعات الإدارة المستدامة للموارد المائية مثل مشروع منظومة معالجة مياه بحر البقر التي تم تنفيذها من خلال الشراكات الدولية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والتي تعد من أكبر المحطات من نوعها على مستوى العالم حيث توفر المياه لاستصلاح أكثر من 340 ألف فدان بشمال سيناء، إلى جانب ذلك فإن الحكومة المصرية حريصة على تحفيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل التوسع في مشروعات الممارسات المستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية .
وأكدت على ضرورة قيام الحكومات بخلق نهج تشاركي ومستدام لتحفيز التوسع في جهود التكيف مع التغيرات المناخية لاسيما في قطاعات المياه والغذاء، من خلال مشاركة الأطراف ذات الصلة، وهو ما قامت به بالفعل الحكومة المصرية من خلال برنامج "نُوَفِّي"، الذي يعد منهجًا متكاملًا قابلًا للتكرار في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة من أجل حشد التمويل المناخي وآليات التمويل المبتكرة لدعم جهود تحفيز العمل المناخي .
وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن هناك ترابط وثيق بين القطاعات الثلاثة لبرنامج "نُوَفِّي"، حيث تسهم مشروعات الطاقة المتجددة ضمن محور الطاقة، في توفير الطاقة اللازمة لمحطات معالجة المياه وتحلية المياه بالطاقة النظيفة، والتي تتيح بدوره المياه للأنشطة المختلفة ومن بينها الزراعة، لافتة إلى أنه من هذا الترابط والتناغم دشنت مصر منصة تضم مشروعات جاذبة للاستثمار تستطيع من خلالها حشد التمويلات المناخية لمشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية .
وأشارت إلى أن الجلسة تضم شركات القطاع الخاص التي لديها بالفعل تاريخ من الشراكات مع الحكومة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية المستدامة في مختلف القطاعات، لافتة إلى الحكومة حريصة على طرح فرص الشراكة مع القطاع الخاص بما يزيد من قاعدة المشاركة في جهود التنمية .