ربما لم يلتفت البعض منا لحدث جرى قبل عدة أيام، هو الاحتفال بالعيد السنوى الثانى للطاقة النووية فى مصر، وهو العيد الذى تقرر الاحتفال به كل عام فى اليوم نفسه الذى شهد قبل سبع سنوات توقيع عقود إقامة محطة الضبعة للطاقة النووية، بالتعاون مع روسيا. وتأتى أهمية هذا اليوم، وهو 19 نوفمبر 2015، من كونه قد وضع مصر على طريق الاعتماد على الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء، وهى البداية التى تأخرت كثيرا، ثم جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فأصر على تحقيق هذه النقلة غير المسبوقة فى مجال إنتاج الطاقة عندنا.
ولسنا هنا فى سياق شرح مدى أهمية هذا التحول، لكن يمكن فقط التذكير بأن محطة الضبعة النووية تنتمى مفاعلاتها إلى ما يسمى بمفاعلات الماء المضغوط، وهى أحدث أجيال التكنولوجيا النووية فى توليد الطاقة، بما فى ذلك احتواؤها على أدق وأكمل درجات الأمان النووى. ومن المتوقع أن يتم تشغيل المرحلة الأولى من هذه المحطة بعد ست سنوات من الآن. ولعل مما يجدر ذكره أن الاحتفال بعيد الطاقة النووية أتى فى الوقت الذى كانت فيه مصر تحقق نجاحا كبيرا فى شرم الشيخ، حيث أكدت للعالم مدى خطورة استمرار الدول المتقدمة فى تلويث مناخ الأرض، مما يحتم البدء فى تنفيذ الوعود بتحقيق خفض انبعاثات الكربون. وتكمن الأهمية فى أن الطاقة التى سيتم توليدها من محطة الضبعة ستكون طاقة نظيفة تحافظ على البيئة، وبالتالى فإن مصر لا تتوقف عن إرسال الرسائل للدنيا كلها بأن هذا البلد العريق يسير بخطى واثقة نحو التقدم والازدهار.