أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التى تواجههم والعمل على حلها وتذليل جميع العقبات أمامهم، معرباً عن تقديره للدور الذى تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى فى دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة، ومشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص فى هذا الإطار كقاطرة للنمو من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
جاءت تصريحات الرئيس خلال مشاركته مساء أمس فى واشنطن فى مأدبة العشاء التى أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرفه، وذلك بمناسبة مرور ١٠٠ عام على تأسيس العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وبحضور كلٍ من سوزان كلارك الرئيس التنفيذى للغرفة التجارية الأمريكية، وجون كريستمان رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، بالإضافة إلى رؤساء ومديرى العديد من كبريات الشركات الأمريكية.
وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن العشاء شهد حواراً مفتوحاً مع ممثلى قطاع الأعمال الأمريكى الحاضرين، والذين أبدوا اهتماماً بالعمل فى مصر أو التوسع فى مشروعاتهم القائمة.
كما أشار الرئيس إلى المباحثات المثمرة التى أجراها خلال زيارته إلى واشنطن مع عدد من المسئولين الأمريكيين، لاسيما على الصعيد الاقتصادى، حيث تم التركيز على سبل تطوير التعاون الاقتصادى وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين وزيادة الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية فى مصر، خاصةً فى ضوء التقدم المحرز على مستوى الإصلاح الاقتصادى الهيكلى وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
وقد أشاد الحضور بالتقدم المحرز فى إطار جهود الإصلاح الاقتصادى فى مصر، لاسيما من خلال التدابير التى تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلاً عن المشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، والتى أسهمت فى أن تكون مصر نموذجاً وقصة نجاح يحتذى بها على الصعيد الدولى، خاصةً فى ظل الصمود الذى أبداه الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات العالمية المتلاحقة مؤخراً، وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة الروسية ـ الأوكرانية، وتحقيقه نمواً إيجابياً فاق التوقعات وتفوق على العديد من الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم، مع الإعراب عن الحرص على العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز الاستثمارات الأمريكية فى مصر فى مختلف المجالات، لاسيما الصحة والتكنولوجيا والسياحة، إلى جانب مجال الطاقة خاصة الجديدة والمتجددة، وذلك فى ظل القيادة الناجحة لمصر لعمل المناخ الدولى بعد استضافتها الناجحة للقمة العالمية للمناخ COP27 بشرم الشيخ فى نوفمبر الماضى.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد اعتزام مصر مواصلة جهود الإصلاح والتطوير فى ظل تنفيذ رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة 2030، مشدداً على تقدير مصر للعلاقة الإستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة، والترحيب فى هذا الصدد بتزايد نشاط الشركات الأمريكية العاملة فى مصر.
كما أشار الرئيس على وجه الخصوص إلى أن مخرجات قمة المناخ بشرم الشيخ تفتح آفاقاً واسعة للتعاون بين الجانبين فى مجالات متعددة، خاصةً فى مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث تقدم مصر العديد من الحوافز للشركات الدولية من أجل الاستثمار فى طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر فى إطار الجهود المصرية للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة فى المنطقة، مؤكداً تطلع مصر إلى اغتنام الشركات الأمريكية لتلك الفرص الاستثمارية المتاحة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.