أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية بكل أجهزتها بذلت جهدا هائلا لتطهير سيناء من الإرهاب ونزع جذوره، والعمل فى نفس الوقت على إقامة مشروعات تنموية.

وقال مدبولى فى المؤتمر الصحفى، الذى عقده عقب جولته التفقدية، أمس، أن ما ننعم به من أجواء التحرك بأمان، فى الطرق والميادين فى سيناء، جاء بعد حجم هائل من التضحيات بذلتها الدولة المصرية، مشيرا إلى تضحيات الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، «من أجل حركة التنمية التى نشهدها اليوم والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لشمال سيناء وتنمية سيناء تحدث على أرض الواقع» مؤكدا أن ما يحدث فى شمال سيناء من تنمية يدعو إلى الفخر.
وأوضح مدبولى أن البنك المركزى وبدعم كامل من الحكومة على مدار الأيام السابقة، بدأ فى خطوات مهمة لضبط السياسة النقدية وإعادة التوازن لسوق الصرف، موضحا أن هذه الخطوة المهمة كان لابد أن تأخذها الدولة، لأنه من غير المجدى إقامة استثمارات وتنمية، وهناك سوق موازى لسعر الصرف.

وأشار إلى أن الدولة كانت حريصة اعتبارا من أول ديسمبر، على إخراج أكبر حجم من المواد الخام والبضائع ومستلزمات الإنتاج من الموانئ، التى كانت متراكمة على مدار الفترة السابقة؛ وذلك لدفع عجلة التنمية.

وأشار إلى أنه تم إخراج بضائع بـ 8.5 مليار دولار خلال الفترة من أول ديسمبر الماضى حتى 10 يناير الحالى من الموانئ، وتم الإفراج عن بضائع بقيمة 645 مليون دولار خلال يومى 11 و12 يناير الحالى مشيرا إلى ان كل هذه البضائع سوف تضخ فى السوق من أجل عودة المصانع للعمل بكامل طاقتها وحدوث وفرة من المنتجات وعمل توازن فى الأسعار المنتجات والسلع فى السوق المحلية، وبالتالى القضاء على غلاء الأسعار.
وأكد أن الدولة ستنفذ مبادرة جديدة لدعم القطاعات الصناعية والزراعية المنتجة، بقيمة 150 مليار جنيه سنويا، موضحا أن الدولة ستدعم فرق سعر الفائدة الموجود بقيمة  10 مليارات جنيه فى السنة لخدمة رجال الصناعة والزراعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وشدد على أن الرئيس السيسى وجه بدعم الفلاح - خلال الفترة المقبلة - وتشجيعه على توريد كميات أكبر من القمح، خلال الموسم المقبل، مضيفا أن مجلس الوزراء سوف يقر حافزا إضافيا لتوريد القمح، يضاف إلى سعر الأردب، اعتبارا من الموسم القادم بأكثر من ألف جنيه.
كما أكد أن الدولة مستمرة فى دعم السلع الأساسية للمواطن، بأقصى قدرة يمكن أن تتحملها الدولة، التى تتحمل بالفعل فرق تكلفة الخبز وتقدر بنحو 10 مليارات جنيه، دون تحميلها على المواطن.
ولفت إلى أن تكلفة لتر السولار على الدولة  فعليا تبلغ 11 جنيها، لكنه فى الأسواق بسعر 7.25 جنيه، أى ما يقدر بـ 4 جنيهات فارق تتحملها الدولة بما يقدر بنحو 60 مليار جنيه، وأشار إلى أن الدولة تتحمل ما يفوق قدرة الدول المتقدمة فى دعم مواطنيها.

فى سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال جولته التفقدية بشمال سيناء أمس، أن هناك توجيهات محددة من الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو تنمية سيناء وأن يكون هناك مسار تنموى متطور ومتكامل يشمل مدنها وقراها، ويتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لهذه الأرض الغالية، ويتناغم كذلك مع جهود الدولة التنموية المماثلة فى كل ربوع مصر، وذلك من خلال تكاتف جميع الوزارات والهيئات وأجهزة الدولة المعنية، مضيفا أن الزيارة تأتى فى إطار متابعة المشروعات التنموية العديدة التى يتم تنفيذها على أرض الفيروز، ضمن الاستراتيجية القومية لتعمير سيناء، التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماما خاصا.

ورافق مدبولى خلال الجولة التفقدية بمحافظة شمال سيناء كل من الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمىّ، واللواء أركان حرب، محمد عبدالرحمن ربيع، قائد الجيش الثانى الميدانى، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وفى السياق نفسه، أكد الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، أن رئيس الجمهورية أولى اهتماما كبيرا بتنمية سيناء بالكامل وتطهيرها من دنس الإرهاب الغاشم، وبالفعل بدأت عملية التنمية الشاملة فى إطار خطة وضعتها الدولة بالتوازى مع الحرب على الإرهاب؛ حيث تشهد أرض سيناء حاليا تنفيذ العديد من المشروعات التنموية العملاقة ومنها إعادة البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء.
وكان رئيس مجلس الوزراء قد استهل جولته أمس بالمحافظة بتفقد مشروع إنشاء مدينة رفح الجديدة، الذى يتم تنفيذه من جانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة «إدارة المهندسين العسكريين»، واستمع إلى شرح حول مشروع إنشاء مدينة رفح الجديدة، ثم توجه رئيس مجلس الوزراء، إلى مدينة الشيخ زويد لتفقد محطة محولات كهرباء الشلاق بالشيخ زويد، واستمع إلى شرح  من وزير الكهرباء حول مشروعات قطاع الكهرباء بالمحافظة.

وأشار الوزير إلى قيام الدولة بتنفيذ عدد من مشروعات الكهرباء فى سيناء؛ للقضاء على مشكلة تذبذب التيار الكهربائى التى شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية، وذلك سعيا لأن تبلغ كمية الكهرباء المنتجة بشمال سيناء 700 ميجاوات، من خلال إنشاء عدد من المحطات بمدن المحافظة.

ثم تفقد رئيس الوزراء سير العملية التعليمية وانتظام الدراسة بجامعة العريش، وأجرى حواراً ودياً مع طلاب الجامعة الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بانتظام عملية الدراسة داخل الجامعة، مؤكدين عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى مدينتهم بعد توقف الحركة والدراسة بسبب العمليات الإرهابية فى الفترات السابقة. كما تفقد محكمة شمال سيناء الابتدائية بمدينة العريش، قبل أيام من عودة انتظام العمل بها. واستمع لتوضيح من المستشار عمر مروان، وزير العدل، حول قرارعودة العمل فى مقر محكمة شمال سيناء الابتدائية بمدينة العريش، وخلال تفقده أعمال تطوير ميناء العريش البحرى، ومتابعة الموقف التنفيذى لعدد من المشروعات بالميناء.