تجمع مصر وأذربيجان علاقات تاريخية وسياسية عميقة، فهما صاحبتا ديانة مشتركة وحضارة قديمة، إلى جانب توأمة بعض المدن المصرية مع الأذربيجانية كتلك بين محافظتي القليوبية وأبشيرون، ومدرسة الصداقة المصرية الأذربيجانية المقامة فى مدينة العبور، فضلاً عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتى تعمل على أعلى مستوى للتنسيق والتعاون فى مختلف المجالات الحياتية.
علاقات تاريخية تعززها الروابط المشتركة
تربط البلدين علاقات قوية بدأت منذ أن كانت مصر فى مقدمة الدول التى اعترفت باستقلال اذربيجان فى ديسمبر 1991 وتبادل البلدان التمثيل الدبلوماسي عام 1992. وقد شهدت العقود الثلاثة الماضية تقارباً مستمراً وتعاوناً دائماً على كل المستويات، وتطورت العلاقات فى عهد الرئيسين عبد الفتاح السيسي وإلهام علييف.
على المستوى الاقتصادي، انعكست آثار المرحلة الانتقالية التى مرت بها مصر على العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما فى مجال التبادل التجارى الذى شهد ارتفاعاً مذهلاً من 2 مليون دولار عام 2008 إلى نحو مليار دولار عام 2011 عقب قيام أذربيجان بتكرير جزء من صادراتها البترولية فى معامل ميدور والعامرية، حيث يتم استخدام جزء منه فى السوق المحلي، ويتم تصدير الجزء الآخر للسوق العالمية، ورغم أن أذربيجان أوقفت عمليات التكرير عام 2011 لأحداث الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة يناير، إلا أن القيادة المصرية الحالية استعادت قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال توقيع عدد من الاتفاقات شملت مختلف المجالات.
وخلال فعاليات الدورة الخامسة لاجتماعات اللجنة المشتركة المصرية الأذرية للتعاون الاقتصادي والعلمي فبراير الماضي تم توقيع 5 وثائق تعاون فى مجالات التنمية المختلفة، لتوسعة نطاق التعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمصر ووكالة تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة بأذربيجان، بهدف تعزيز التعاون والتبادل الفنى والتقنى من خلال تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية لكلا البلدين فى هذا المجال، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم خاصة بإنشاء مجلس الأعمال المصرى الأذرى بين وزارة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية، ومؤسسة ترويج الصادرات والاستثمار بجمهورية أذربيجان، والتى تهدف إلى دعم الشراكة التجارية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أذربيجان وتعزيز مشاركة القطاع الخاص بالمشروعات المقامة بكلا البلدين.
تداول 170 ألف طن بضائع وسلع استراتيجية بميناء الإسكندرية
كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين ميناء الإسكندرية وميناء باكو لتحقيق المنفعة المشتركة وتعزيز العلاقات وتحقيق التنمية المستدامة بين الميناءين وتعزيز العلاقات التجارية. وأيضاً تم التوقيع على بروتوكول الدورة الخامسة للجنة المشتركة المصرية الأذرية المتضمن عدداً من المجالات، وأبرزها: الاستثمار، التجارة والصناعة، الصحة، الصناعات الدوائية، الكهرباء والطاقة المتجددة، البترول والثروة المعدنية، التعليم العالى والبحث العلمي، الثقافة، الشباب والرياضة، السياحة والآثار، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الزراعة، النقل، وكذا التعاون بين المناطق الاقتصادية الحرة بكلا البلدين.
وتتضمن المجالات التى يمكن دعم التعاون فيها بين البلدين قطاعات عدة من بينها، الفواكه والخضروات والتى تشكّل جزءًا كبيرًا من ثقافة أذربيجان واقتصادها. حيث يساعد المناخ المتنوع فى البلاد على توافر المنتجات الطازجة على مدار العام. وقد بلغت غزارة الإنتاج وجودته إلى درجة أنه يتم الاحتفال بالعديد من الفواكه والخضروات التى تنتجها البلاد من خلال مهرجانات الحصاد المحلية التى تسلط الضوء على أهميتها بالنسبة إلى المجتمع المحلى والاقتصاد الوطني.
ووفقًا للجنة الإحصاء الرسمية فى أذربيجان، فإن الصادرات من الفواكه والخضروات عام 2020 بلغت 607.7 ملايين دولار أمريكي، وقد شكّلت ثلث إجمالى صادرات البلاد غير النفطية العام الماضي.