شهدت العلاقات طفرة كبيرة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة بعد لقائه رئيسة كرواتيا السابقة كوليندا كيتاروفيتش فى عام 2015 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ومنذ ذلك الوقت نمت العلاقات بشكل كبير حيث يصل حجم التبادل التجارى بينهما لما يقارب ربع مليار دولار، كما أن هناك العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات المشتركة فى مجالات منع الازدواج الضريبى والسياحة والطاقة وغيرها.

ولذلك فإن القمة المصرية الكرواتية بين الرئيس السيسى والرئيس زوران ميلانوفيتش تمثل نقلة نوعية فى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر على المستوى الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والتعاون الاقتصادى، والتعاون فى مجالات الطاقة خاصة التوسع فى الاقتصاد الأخضر والهيدروجين الأخضر، حيث تمثل مصر نموذجا رائدا فى التوسع فى الاقتصاد الاخضر ومصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح، كما أن مصر تعد مركزا إقليميا للطاقة خاصة من الغاز المسال وهو ما يمثل أهمية كبيرة لكرواتيا فى ظل أزمات الطاقة العالمية. كما أن الزيارة تعطى دفعة لزيادة الاستثمارات الكرواتية فى مصر خاصة فى المشروعات القومية العملاقة، مثل محور التنمية فى قناة السويس، وغيرها فى ظل المزايا النسبية التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى. وفى ظل عضوية كرواتيا فى الاتحاد الأوروبى فإنها تمثل بوابة مهمة لمصر إلى أوروبا، كما أن مصر تمثل بوابة مهمة لكرواتيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.

وعلى المستوى السياسى تتوافق رؤى مصر وكرواتيا فى القضايا الإقليمية والعالمية، حيث يتفق البلدان على أهمية تسوية النزاعات والصراعات فى الشرق الأوسط والأزمات العالمية عبر الحلول السياسية والدبلوماسية، والحفاظ على وحدة وسيادة الدول ورفض التدخلات الخارجية، كذلك أهمية محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وفق الرؤية الشاملة التى تتبناها مصر، إضافة إلى دعم كرواتيا القضايا العربية فى المحافل الدولية ومنها القضية الفلسطينية.