عالم جديد يتشكل بعد أزمات متتالية غيرت كثيرا من المفاهيم ووضعت الاقتصاد العالمى فى مهب الريح ودفعت إلى توسع سريع فى استخدام التطبيقات الالكترونية والخدمات الرقمية وابتكار تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعى مثل «الميتافيرس» والـ «جى بى تى» ولا يزال المستقبل يحمل الكثير من الابتكارات والأفكار الخلاقة التى تنقل العالم إلى مراحل أكثر تقدما عبر حلول تنموية مبتكرة وتسهم فى تحسين جودة الحياة وصناعة واقع أفضل للأجيال المقبلة
فبعد ثلاثة أعوام من جائحة كوفيد ١٩ وعقب مرور عام على اندلاع الحرب فى أوكرانيا، يمثل العام الحالى نقطة تحول حقيقية فى مسار الاقتصاد العالمى وانطلاقة جديدة نحو عالم أكثر رحابة وانفتاحا وتطورا مسخرا كل الأدوات والإمكانات للارتقاء بجودة حياة البشر.
وجاء انعقاد «القمة العالمية للحكومات» فى دورتها العاشرة بدبى ليعكس هذا المسار الجديد ويتفاعل مع معطيات المستقبل مستشرفا رؤية وأفكارا وابتكارات لتطوير الأداء الحكومى والإدارة المالية والنقدية من خلال التقاء كبار المسئولين والمبتكرين والمبدعين وأصحاب الشركات العالمية ورواد الأعمال، لاستشراف المستقبل فى مختلف القطاعات الحيوية وتعزيز التعاون بين حكومات العالم لابتكار حلول تنموية خلاقة وبناء واقع جديد أكثر رحابة واستدامة وازدهارا.
وكانت مصر «ضيف الشرف» فى القمة العالمية للحكومات، وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة ملهمة خلال افتتاح الفعاليات عبر فيها عن التحديات التى واجهتها مصر وكيف تمكنت من عبورها بمساندة الأشقاء العرب مؤكدا أن «الدول التى تسقط لا تنهض مرة أخرى» وهى العبارة التى استشهد بها رئيس الوزراء اليمنى دكتور معين عبدالملك فى كلمته بالقمه معبرا بها عن صعوبة الوضع فى بلاده.
وشهدت أروقه القمة مباحثات على مستوى رفيع للرئيس عبدالفتاح السيسى ومحافظ البنك المركزى المصرى حسن عبد الله والوفد الوزارى المصرى مع الشركات المليارية والشركات الكبرى والعالمية لمناقشة المشاركة فى المشروعات والاستثمارات المصرية وبناء شراكات على أسس قوية ومتوازنة لتحقيق مصالح جميع الأطراف، إلى جانب إبراز جهود الدولة فى تمكين وتحفيز القطاع الخاص وتعزيز الإطار المؤسسى الداعم للاستثمار وفى مقدمتها إقرار سياسة ملكية الدولة وإنشاء صندوق مصر السيادى كأحد الآليات لدفع الشراكة مع القطاع الخاص المحلى والأجنبى.
وعلى هامش القمة التقت «الأهرام» العديد من الشخصيات البارزة ذات البصمة وصاحبة الإضافة على مستوى الاقتصاد العالمى والاقليمى، فكان الحديث مع كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولى والتى تقود أهم مؤسسة مالية على مستوى العالم تعمل على استقرار النظام النقدى الدولى ونظام أسعار صرف العملات والمدفوعات الدولية وتتابع وترصد بدقه تطورات الأوضاع المالية الدولية وحالة الاقتصاد العالمى وتساعد الدول على تخطى الأزمات وتحقيق النمو.
وأطلقت كريستالينا جورجيفا من منصة القمة العالمية للحكومات عدة رسائل إلى المجتمع الدولى محددة ثلاثة مبادئ يمكن للبلدان الاسترشاد بها فى توظيف سياسات المالية العامة فى بناء الصلابة والاستدامة:
ويتمثل المبدأ الأول فى وضع إطار قوى لإدارة سياسة المالية العامة والتعامل مع المخاطر، مشيرة إلى ضرورة النظر إلى تقلبات أسعار الطاقة والغذاء فى المنطقة والتى تتطلب من الحكومات التدخل لحماية الفئات الضعيفة مع مواصلة خطط التنمية والاستثمارات. ويقتضى ذلك التخطيط الدقيق وتوافر الموارد اللازمة. وعلى الحكومات كذلك أن تعمل على إدارة العديد من المخاطر التى تهدد مالياتها العامة، بما فى ذلك الناجمة عن الضمانات العامة وخسائر الشركات المملوكة للدولة.