وتعد كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة من أولى الكليات فى تخصصها محليا، وهى تتجه الآن نحو هذا الفكر فى تحقيق الاستدامة، والحفاظ على البيئة من خلال عدة محاور، منها ترشيد الإنفاق وإعادة تدوير بعض المخلفات واستخدام الطاقة البديلة والمتجددة، هذا ما أكده الدكتور هشام عبدالحكم، عميد الكلية، فى تصريحاته لـ«الأهرام» حيث أوضح أن الكلية فى إطار تحقيقها أهداف التنمية المستديمة، فإنها حصلت على شهادة الأيزو ١٤٠٠١، وهى شهادة دولية معتمدة لنظام الإدارة البيئية، وتمنح للمؤسسات التى تسعى إلى الحفاظ على البيئة المحيطة من الأضرار الناتجة عن أنشطتها المختلفة، والحد من الهدر والتكاليف غير الضرورية وترشيد الإنفاق.
وأشار إلى أن الكلية اتجهت إلى ما يسمى بـ «طب الأسنان الأخضر» والذى يتمثل فى التقليل من الخامات والفضلات الإلكترونية، مثل الإشعاعات المنبعثة من أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة الحاسوب التقليدية، وذلك للحد من الثلوث البيئي، بالإضافة إلى إعادة استخدام بعض أدوات الأسنان بعد تنظيفها وتعقيمها، مثل استخدام الفوط القطنية لوقاية ملابس المريض أثناء العلاج، أو تغليف الأدوات داخل جهاز التعقيم. وتابع عميد أسنان القاهرة قائلا: إنه تتم إعادة تدوير المنتجات الورقية والبلاستيكية والمنتجات الجبسية، وذلك من خلال الاتفاق مع شركات متخصصة فى مثل نوعية هذه الفضلات والمواد والخامات، مما يدر دخلا ذاتيا للكلية، فضلا عن الاتجاه نحو استخدام مواد مطهرة للأسطح صديقة للبيئة، واستخدام أجهزة كهربائية موفرة للطاقة، مثل الغسالات والاوتوكلافات والمنشفات المستخدمة فى عملية التعقيم، واستخدام لمبات موفرة للطاقة «ليدات»، مع الاتجاه نحو التغيير التدريجى للإنارة بالكلية لتكون متسقة مع هذا التوجه على أربع مراحل، وذلك من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية.
وأضاف أنه يتم استخدام شفاطات معدنية بدلا من البلاستيكية، بحيث يمكن إعادة استخدامها بعد تعقيمها، واستخدام سرنجات زجاجية أثناء العمليات العلاجية المختلفة، بدلا من البلاستيكية واستخدام أكواب قابلة للتحلل بدلاً من الأكواب الورقية أو الكرتونية، واستخدام الورق المعاد تدويره والخالى من الكلورين للحد من التلوث.
كما أكد أن الكلية تتجه الى التحول الرقمى فى جميع تعاملاتها، كالتخزين الإلكترونى لبيانات المرضى والعمليات المختلفة بدلا من الورقي، مما يساعد ذلك فى ترشيد ٥٠٪ من الإنفاق فى حالة الاعتماد على الأرشفة الإلكترونية لملفات المرضى والموظفين وأعضاء هيئة التدريس، مشيرا إلى أن الكلية تقوم على إرساء ثقافة الوعى البيئى بين منتسبيها للتوعية بمخاطر المهنة على البيئة المحيطة.
ولفت عبدالحكم إلى أن الكلية استحدثت شهادة فى الاستدامة «طب الأسنان المستديم» المعنى بدراسة الحفاظ على البيئة والمناخ من خلال ممارسات طب الأسنان.
وأشار إلى أن الكلية نظمت المؤتمر العلمى الدولى السادس تحت عنوان «نحو طب الأسنان الرقمى والأخضر»، والذى أكد حرص الدولة فى الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات الخاصة بتغيير المناخ، إلى جانب الوفاء بمتطلبات بناء مصر الرقمية، وتضمن المؤتمر تسع جلسات حاضر فيها أكثر من ٤٥ عالما وباحثا وأستاذا من المتخصصين من الجامعات المصرية والجامعات الأوروبية.