فى الجمهورية الجديدة أصبح مستقبل الطاقة أمن قومى وأكثر أمانًا واستقرارًا، حيث تحقق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، من خلال تطبيق إستراتيجية الطاقة الجديدة والمتجددة بهدف مساهمة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة، وتدعيم وتطوير الشبكة القومية لنقل الكهرباء والتوسع في مشاريع الربط الكهربائي سواء مع أوروبا أو دول الجوار حتى تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية.
وبعد أعوام من الظلام والعجز الكبير فى الطاقة الكهربية، وفجوة بلغت ذروتها بين الإنتاج والاحتياجات 6000 ميجاوات تحقق مصر الإنجاز العالمى لتصل إلى الاحتياطى الآمن من إنتاج الكهرباء، ترتفع القدرات من 29 ألف ميجاوات 2014 إلى 59 ألف ميجاوات بإضافة 30 ألف ميجاوات فى القدرات المتاحة بالشبكة القومية للكهرباء.
ووفقًا لتقارير رسمية حديثة حصلت عليها بوابة الأهرام، فإن ذلك ما كان ليتحقق لولا الدعم والمساندة من الرئيس عبدالفتاح السيسي الداعم الأكبر والرئيسى لعظمة التجربة المصرية فى قطاع الكهرباء.. وكانت توجيهات وتعليمات الرئيس تؤكد دائمًا أن الطاقة أمن قومى.
الأرقام تؤكد أن مصر التى عجزت يومًا ما عن إنارة مصانعها وشوارعها فى زمن ولى بلا رجعة، تبنى اليوم وطنًا يعيش فى النور المستدام.. تسهم فى إنارة مدن ودول مجاورة وتحقق الحلم والأمل والطموح، وتبنى مستقبلا جديدا.
الأرقام تؤكد أن الطاقة المتجددة حققت طفرة عالمية؛ حيث ارتفعت القدرات من 3.5 ميجاوات إلى 6.1 ميجاوات بإضافة 2.6 ميجاوات من الطاقة النظيفة.
وشهدت شبكات نقل وتوزيع الكهرباء تطورًا عالميًا وحققت أرقام قياسية كل ذلك وغيره تحقق لصالح المواطن الذى أصبح ينعم بخدمة متميزة واستقرار فى التغذية ونور مستدام.
الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يرصد كيفية تحقيق المعجزة المصرية قائلًا: إن القيادة السياسية وجدت نفسها أمام تحدي مصيري، فكانت التوجيهات الرئاسية للكهرباء بحتمية العمل على توفير الطاقة الكهربائية بكافة أشكالها لجميع قطاعات الدولة المختلفة في أسرع وقت مهما كانت التحديات.
أضاف: تدور ملحمة وطنية بكل المقاييس وتتحقق المعجزة؛ استطاعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في فترةٍ لم تتجاوز 8 شهور توفير الطاقة الكهربائية في صيف 2015 لكافة قطاعات الدولة بدون أي انقطاع، بأيادي مصرية وبالتعاون والتنسيق بين الوزارات المختلفة وكبريات الشركات المحلية والأجنبية.
تابع: مع دخول مصر لعهد جديد برؤية طموحة في التغيير الشامل والنهضة الحديثة والتنمية المستدامة؛ بدأت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تنفيذ أكبر المشروعات الكهربائية وأضخمها في إفريقيا والشرق الأوسط؛ كما قررت تخطى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية لمرحلة الاستثمار والتصدير.
وقال الدكتور محمد شاكر إنه تم تنفيذ أكبر المشروعات لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم في 3 مواقع مصرية؛ العاصمة الإدارية، البرلس، وبني سويف، بقدرة إنتاجية بلغت 14400 ميجاوات، باستخدام أحدث تكنولوجيا توليد الطاقة الكهربائية، وباستثمارات بلغت 6 مليارات يورو بخلاف تكلفة تجهيزات المواقع الثلاثة.
ولفت الوزير إلى أن تطوير المحطات القديمة كان ضرورة حتمية لمواكبة المشروعات الكبرى ومضاعفة الإنتاج، وهو ما دفع قطاع الكهرباء على تطوير المحطات القديمة التي تعمل بنظام الدورة البسيطة إلى العمل بنظام الدورة المركبة بدون استخدام وقود إضافي لتزيد كفاءتها من 34% إلى حوالي 55% مما ساهم في رفع الإنتاج وتخفيض معدلات استهلاك الوقود.
وأشار إلى أن إنجازات شاملة تحققت في مجال توليد الكهرباء نتج عنها إضافة قدرات اجمالية حوالى 30 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية لترتفع القدرات من 29 ألف ميجاوات 2014 إلى 59 ألف ميجاوات حاليًا.
وأشار الدكتور محمد شاكر إلى أن مشروعات الربط الكهربائي حظيت باهتمام غير مسبوق حيث ساهم تطوير وتقوية الشبكة الكهربائية القومية في تعزيز مكانة مصر في مشروعات الربط الكهربائى لضمان أمن الطاقة والاستفادة المثلي من الطاقات المتجددة في إطار تحويل مصر إلي مركز إقليمي للطاقة، والاستفادة من مشروعات الربط القائمة مع دول الجوار شرقًا (مع الأردن) وغربًا (مع ليبيا)، فيما تم الانتهاء من المرحلة الأولى للربط الكهربائي مع السودان حيث يتم تصدير قدرة كهربائية 80 ميجاوات، ويتم حاليًا تنفيذ تدعيمات بالأراضي السودانية لزيادة هذه القدرة لتصل الى 300 ميجاوات في أسرع وقت ممكن.
وجار تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية لتبادل قدرات تصل إلي 3000 ميجاوات ومن خلاله سيتم ربط مصر بدول الخليج وآسيا.. إضافة إلى السير في دراسات اجراءات الربط الكهربائي بين مصر واليونان وقبرص حيث ستكون مصر جسرًا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا.
وقال الوزير إن تنوع مصادر الطاقة أعطى اهتمامًا لأول مرة لاستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء من خلال إنشاء اكبر محطة لتوليد الكهرباء باستخدام التكنولوجيا النووية في محطة الضبعة بعدد 4 مفاعلات بإجمالي قدرات 4800 ميجاوات لتدخل مصر عصر الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ليتحقق حلم المصريين الذى طال انتظاره.
ورصد تقرير حديث لوزارة الكهرباء حصلت "بوابة الأهرام" على نسخة منه ملامح المعجزة المصرية والإعجاز الوطنى فى قطاع الكهرباء ففى مجال إنتاج الكهرباء تم تنفيذ مشروعات محطات إنتاج الكهرباء بإجمالى قدرة حوالى 30 ألف ميجاوات.
وشهدت منظومة الكهرباء تطورًا غير مسبوق بإدخال تكنولوجيا طاقة الهيدروجين الأخضر فبحسب التقرير تم توقيع (23) مذكرة تفاهم معيارية لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر مع الشركات العالمية في مجال إنتاج الهيدروجين بإجمالي قدرات تقديرية (43 جيجاوات المحلل الكهربي و100 ألف ميجا الطاقة المتجددة).
وفى مجال شبكات التوزيع وخدمات المواطنين أشار الدكتور خالد الدستاوى نائب رئيس الشركة القابضة لشئون شركات التوزيع إلى تنفيذ إستراتيجية القطاع نحو التحول إلى الطاقة الخضراء وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن مما دفع قطاع الكهرباء إلى العمل على تحسين وتطوير شبكتى النقل والتوزيع وتحويلها إلى شبكات ذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية والمحافظة على استقرار الشبكة الكهربائية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين؛ حيث يتم استخدام تكنولوجيا الاتصالات وإنترنت الأشياء IOT في المشروعات التى تقوم بها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ويتم ذلك على عدة محاور:
تم تنفيذ مشروع تجريبي لتركيب العدادات الذكية للوقوف على أحدث التكنولوجيات فى هذا المجال، وكذلك تم إنشاء مركز بيانات رئيسي لإدارة العدادات الذكية ومركز بيانات احتياطي والبدء فى تنفيذ خطة مشروعات العدادات الذكية أخذًا فى الاعتبار التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين المنظومة كاملة ضد أى هجمات سيبرانية أو اختراقات للمنظومة.
قامت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بوضع خطة لتطوير الشبكات بشركات التوزيع وذلك لرفع مستوى الأداء وتحسين مستوى جودة التغذية الكهربائية وقد اعتمدت هذه الخطة على محورين متتاليين:
- رفع كفاءة شبكات التوزيع وتدعيمها؛ حيث تم تنفيذ مشروعات باستثمارات بقيمة 41,8 مليار جنيه منذ عام 2014 لإحلال وتجديد الشبكات بالإضافة إلى التوسعات المطلوبة لمجابهة الأحمال وتحويل الشبكات من نظام الربط الطرفي (Radial) إلى نظام الربط الحلقى (Ring) حتى يمكن الاستفادة المثلى من مشاريع التحكم الحالية والمستقبلية.
- إنشاء وتطوير مراكز التحكم في شبكات التوزيع من خلال تنفيذ عدد (19) مركز تحكم لرفع مستوى الأداء وتحسين جودة التغذية الكهربائية وقد تم البدء فى تنفيذ عدد (9) مراكز تحكم حيث تم الإنتهاء من عدد (5) مراكز تحكم وجار الانتهاء من عدد 4 مراكز تحكم.
تم توقيع عقود بيع الطاقة الكهربائية المُنتجة من المحطات التابعة لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، إلى شركات الاتصالات الأربع العاملة في مصر، لتحويل الأماكن التابعة لتلك الشركات للعمل بالطاقة النظيفة.. وفى ظل الاهتمام الذى توليه الحكومة المصرية ممثلة فى قطاع الكهرباء للتحول من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية والاهتمام بالتقدم فيها والاستثمار فيها وما يتصل بها من شبكات ومحطات شحن، بالإضافة إلى البنية التحتية المتصلة بالسيارات الكهربائية حيث قامت وزارة الكهرباء بتوصيل التغذية الكهربائية لعدد أكثر من 160 شاحن كهربائى لعدد 70محطة شحن مقامة حاليًا.. وجارتنفيذ عدد 169 شاحن كهربي لعدد 56 محطة شحن أخرى.
تم إتاحة قنوات متعددة مثل مراكز الخدمة، الخط الساخن، المنصة الموحدة لخدمات الكهرباء الذكية، التطبيقات الإلكترونية لتوفير خدمات ذات جودة عالية متطابقة مع المواصفات والمعايير العالمية.. وتم إتاحة قنوات اتصال منتشرة على مستوى الجمهورية (سيارات خدمة متنقلة) لتكون مجهزة بكافة الوسائل التكنولوجية والتى من خلالها يتم تقديم خدمات الكهرباء لكافة المواطنين فى المناطق النائية والبعيدة.. مع إطلاق تطبيقات جديدة خاصة بالشكاوى وأعطال الكهرباء لسرعة وسهولة تقديم الشكوى أو بلاغ انقطاع الكهرباء (تطبيق طوارئ الكهرباء) و(تطبيقات الاتاحة التكنولوجية للأشخاص ذوى الاعاقة).
كما يجري حاليًا الإعداد لافتتاح مركز المتابعة والتشغيل الرقمى (Digital command center) بمقر وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى سيساعد على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال مراقبة ومتابعة جميع المنظومات الرقمية بشركات توزيع الكهرباء.
وشارك فى تحقيق هذه الإنجازات المهندس أسامة عسران نائب وزير الكهرباء والمهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر وقيادات الوزارة ورؤساء الشركات وجميع العاملين بقطاع الكهرباء.