وشهد المنتدى نقاشا مكثفا من الخبراء لسبل توسيع التعاون في مجال الطاقة النووية في حلقة بعنوان "التكنولوجيات النووية لتنمية إفريقيا"، بدعم من مؤسسة الطاقة الذرية الحكومية الروسية "روس أتوم" وحضرها وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، وأدارها مستشار رئيس الاتحاد الروسي، الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي بشأن قضايا المناخ، رسلان إديليجريف، والذي أكد فى افتتاح المناقشة أن : "القارة الأفريقية هي موطن لأكثر من مليار شخص، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا ثلاث مرات ويشكل حوالي ثلث سكان العالم، كما تنمو إفريقيا بوتيرة سريعة، وفي المستقبل القريب ستتمتع نسبة كبيرة جدا من سكانها بنوعية حياة محسنة. ولكن من دون الوصول المستقر إلى الطاقة ونظام الطاقة المتطور، لا يمكن تحقيق أي تنمية ".
وأكد محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن تطوير الطاقة النووية في مصر بالتعاون مع "روس أتوم" له تأثير إيجابي على جميع مجالات الحياة والعمل.
وأضاف: "نتوقع أن يزداد عدد الوظائف 9 مرات، وبالإضافة إلى ذلك، تنص استراتيجية التنمية في البلاد حتى عام 2035 على أنه بحلول هذا الوقت، يجب أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة ما يقرب من 42% من إجمالي المصادر، قائلا : يمكن للطاقة النووية أن تساعدنا في ذلك".
وقال أليكسي ليخاتشيف رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الحكومية الروسية "روس أتوم”،اتفق الخبراء على أن من المهام الاستراتيجية التي تواجه كل دولة في العالم الحديث إدخال التقنيات التي تضمن أمن الطاقة وتضمن التنمية المستدامة لمختلف قطاعات الاقتصاد، وكذلك زيادة الإمكانات العلمية والبشرية للدولة، مضيفا أن "إفريقيا تتجه نحو أن تصبح ثلث سكان العالم، وفي الوقت نفسه، إذا نظرنا إلى توليد الكهرباء في العالم، سنجد أنه في العام الماضي تم توليد حوالي 30 تريليون كيلووات في الساعة من الكهرباء على الكوكب، وأقل من تريليون واحد في إفريقيا. وبهذا المعنى، لا يمكن أن يستمر هذا التفاوت لفترة طويلة"، وأضاف أنه من الواضح أن دول القارة الافريقية ستشارك بنشاط في بناء قدرات توليد الطاقة في العقود المقبلة.
كما عقدت حلقة نقاشية فى إطار التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، بعنوان "روسيا - إفريقيا: ودور تقنيات الفضاء لتسريع التنمية الاقتصادية وتحسين مستويات معيشة السكان" أدارها مدير الأكاديمية الهندسية للجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب يوري رازومني، وتناولت رؤية الدول الإفريقية ومستقبل أبحاث الفضاء على مستوى القارة والمناطق ووكالات الفضاء الوطنية، وآفاق التعاون بين روسيا والدول الإفريقية في مجال الفضاء.
وقال يوري بوريسوف، المدير العام لمؤسسة الفضاء الحكومية "روسكوزموس": "نحن نبحث بنشاط عن فرص للتعاون مع دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وعرضنا المشاركة في المحطة المدارية الروسية، ليس فقط لتدريب رواد الفضاء، ولكن حتى بناء التصاميم الوطنية"، مضيفا أن التعاون بين روسيا وإفريقيا في مجال تقنيات الفضاء واعد، ويمكن الاستشهاد بالمجمع الإلكتروني البصري الروسي لاكتشاف وقياس معلمات حركة الحطام الفضائي في جنوب إفريقيا".
وخلال حلقة نقاش بعنوان "الطرق اللوجيستية الروسية الإفريقية الجديدة". بحضور مساعد رئيس الاتحاد الروسي إيجور ليفيتين، تناولت كيفية بناء نظام عالي الكفاءة للتدفقات اللوجيستية لضمان زيادة كبيرة في حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين روسيا ودول القارة الإفريقية، وتعتمد زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين روسيا والدول الإفريقية على العديد من العوامل، ومن أهمها الخدمات اللوجيستية، لنقل الركاب ونقل البضائع، وتأثيرها الكبير على تطوير التعاون في مجالات مختلفة، كما تتمتع روسيا بخبرة في إنشاء المشروعات المتعددة الأطراف واسعة النطاق، وعلى رأسها ممر النقل الدولي المتعدد الوسائط واللوجيستيات "الشمال - الجنوب"، الذي تشارك فيه 12 دولة، ووفقا للتوقعات، سيصل نمو حركة الشحن عبر مركز التجارة الدولية بين الشمال والجنوب بحلول عام 2030 إلى 41 مليون طن، تخلق فرصة لبلدان القارة الإفريقية للانضمام إلى هذا المشروع الواسع النطاق.
وركز النشاط الثقافي للمنتدى بشكل خاص على استكشاف التفاعل بين الثقافة الروسية والتفكير الإبداعي لممثلي القارة الإفريقية، والحوار بين الحضارات.
وفى المجال الاقتصادي، عقد المنتدى حلقة نقاشية حول "التعاون الدولي في الأمن المالي"، كجزء من مسار "الاقتصاد العالمي الجديد"، بمشاركة العديد من المسئولين الروس، ومنهم نائب مدير إدارة التحديات والتهديدات الجديدة بوزارة الخارجية الروسية، ومن الجانب المصري شارك أحمد سعيد حسين خليل، رئيس وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المصرية، وتحدث المشاركون حول المطلوب لتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجال الأمن المالي، ومكافحة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب، وما يجب القيام به لتنفيذ الأعمال الوقائية بشكل فعال.