انتهت منذ أيام أعمال القمة العالمية الثامنة والعشرين للمناخ فى الإمارات بعد تحقيق نجاح ساحق على كل الأصعدة فى رواية، أو دون تحقيق أى فائدة ملموسة للمناخ فى رواية أخرى!. فقد أعلن رئيس المؤتمر أنه تم الوصول إلى اتفاق تاريخى بحضور وفود 200 دولة، تم خلاله إنجاز وحسم القضايا الخلافية التى واجهت مؤتمرات المناخ السابقة، ومنها النص على مواجهة الوقود العضوى، وليس الانبعاثات الكربونية، كما كان الأمر عليه، وحل مشكلات التمويل التى طالما نادت الدول النامية والفقيرة بها، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، وإتاحة الفرصة لمضاعفة الطاقات الجديدة والمتجددة، وكلها عوامل تجعل بالإمكان الوصول لتحقيق هدف درجة ونصف فوق معايير الثورة الصناعية. إلا أنه وعلى الجانب المقابل زادت انتقادات الدول النامية والجزر الصغرى الأكثر تضررا من تطرف المناخ والمعرضة للغرق، وأكدت أن الاتفاق حافل بالعبارات الإنشائية المنمقة واللغة الاحتفالية، ولكنه دون فاعلية، ولا يحقق الأهداف المقصودة، فهو قد دعا الدول الصناعية إلى التحول بعيدا عن الوقود العضوى وبشكل طوعى دون إلزام ودون النص صراحة على قطع الاعتماد عليه بشكل تدريجى أو نهائى، والاعتماد على الوقود الانتقالى وهو الغاز وهو ملوث، أما بخصوص التمويل فقد تراجعت الطموحات من إلزام الدول بتوفير 100 مليار دولار سنويا للدول النامية إلى التعهد بتقديم 83 مليون دولار، ورأى مراقبون أن الرابح من مؤتمر المناخ هو الدولة المنظمة والدول الصناعية، خصوصا أمريكا التى لم تخسر سوى التعهد بدفع 25 مليون دولار إضافية، والصين والدول المنتجة للفحم التى ستزيد الإنتاج فى ضوء مخرجات المؤتمر. وبذلك ينقضى مؤتمر آخر من مؤتمرات المناخ وكل مؤتمر وأنتم طيبون.