بالتزامن مع تعهد أكثر من 100 دولة للتحول نحو الطاقة المتجددة للوصول بنسبة انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 وذلك ضمن إعلان مؤتمر المناخ «COP28»، صدر عن منظمة العمل الدولية تقرير دولى يتناول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لإزالة الكربون فى مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متضمنة عدة سيناريوهات لرسم التوقعات المستقبلية وفق المعطيات التى جاءت فى التقرير.
فقد وضع التقرير أربعة سيناريوهات، الأول استخلص عدة نتائج هى الحياد المناخى وعدم اتخاذ أى خطوات من دول المنطقة حيال التحول للطاقة المتجددة، حيث قد يواجهون خسائر تصل لنحو %2.2 من الناتج المحلى بحلول عام 2050، فى حين كان السيناريو الثانى، الذى يدفع بدول المنطقة إلى تنفيذ خطط نشطة لصناعة الهيدروجين الأخضر ومشروعات الطاقة الشمسية واستخدام وسائل النقل الكهربى، ودمج تلك السياسات لتطوير مهارات الشباب وإعادة صقلها بالتدريب بما يضمن برامج للحماية الاجتماعية وزيادة مستويات التوظيف لأكثر من 4٫8%، وخلق فرص عمل جديدة بمقدار 6٫6 مليون وظيفة، على حين كان السيناريو الثالث يشير لتسارع زيادة الناتج المحلى مع خلق نحو 7٫2 للوظائف بحلول عام 2050، وهو سيناريو يعتمد على المرونة من خلال مواصلة الاستثمار فى القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتحلية مياه البحر والتوسع فى التشجير وإدارة النفايات، وكان السيناريو الرابع يهدف إلى خلق 13,7 مليون فرصة عمل من خلال تطبيق السياسة الصناعية فى قطاعى الهيدروجين الأخضر وصناعة السيارات الكهربية، الأمر الذى يتطلب إعادة هيكلة التعليم المهنى والفنى والتدريب على المهارات، وتنفيذ استثمارات فى الابتكار البيئى وريادة الأعمال الخضراء وفتح اسواق التصدير .
وأوضح التقرير أنه من أجل تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الاجتماعى والتوظيف، فهذا يتطلب ربط السكان المحليين والمجتمع المحلى بخطط وسياسات التنفيذ للصمود فى وجه تغير المناخ، مع خلق فرص لتدريبهم لمواجهة تحديات سوق العمل وتحسين مهارات التكيف من أجل خلق بيئة متطورة منخفضة الكربون. كما أكد التقرير ضرورة استهداف التدريب على المهارات المرنة وتقييم احتياجات المهارات للقطاعات الخضراء لرفع مستوى المهارات، بهدف أفضل الممارسات الصناعية الخضراء، كذلك تضمن التقرير وضع خطط اكثر مرونة لمواجهة أى فجوات فى المهارات من خلال التدريب الفنى والمهنى، وإعادة صقل مهارات الفئات المهمشة ذات التأثيرات على توزيع الوظائف . وأشار التقرير إلى أهمية خلق تعاون إقليمى بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإزالة الكربون، من خلال إنشاء كيان اقليمى يدعم هذا التخفيض، باستخدام وسائل مثل إنشاء صناديق الاستثمار وتمويل التدريب على المهارات وريادة الأعمال، وتبادل الخبرات والتجارب لاكتساب المهارات والحماية الاجتماعية الخاصة بالتخفيف والتكيف مع تغير المناخ من أجل تأصيل خطط إزالة الكربون، هذا بخلاف إنشاء صناديق للمناخ وصناديق خضراء وسندات خضراء .