جاء إعلان الحكومة الجديدة عن برنامج عمل يستهدف زيادة الاستثمارات الأجنبية وتحفيز القطاع الخاص، بمثابة صفحة جديدة فى مسار الاقتصاد المصرى بالتركيز على جذب ثقة المستثمر وفتح باب الفرص أمام القطاع الخاص، وفى استطلاع رأى أجرته «الجمهورية» مع عدد من المستثمرين الأجانب أكدوا أن السوق المصرى وما يمتلكه من إمكانيات متعلقة بحجم الاستهلاك وغيرها من اجراءات اصلاحية يزيد من جاذبية السوق للاستثمارات المباشرة. وأكدوا أنه كلما زادت التسهيلات زاد حجم الاستثمارات، لافتين إلى أن تسهيل اجراءات التراخيص والإقامة وتخفيف الأعباء الضريبية من أهم المحفزات لضخ الاموال فى السوق.
أكد المهندس أسامة فهمى رئيس مجلس إدارة منصة استثمارية تقدم خدمات تنمية الأعمال وفرص التصدير، أن الحكومة على مدار السنوات الماضية عملت على تأسيس بنية تحتية قوية وقامت بالعديد من الاجراءات الإصلاحية التى ساهمت فى تسريع النمو الاقتصادي، لافتا إلى أن التشكيل الوزارى الجديد والإعلان عن برنامج عمل الحكومة بكل شفافية يمثل عهداً جديداً فى التعامل مع المستثمر الأجنبى يحقق المصلحة المشتركة بين الطرفين للدولة والمستثمر.
تابع أنه من الأهمية تصنيف الفرص الاستثمارية وفقاً لاهميتها للاقتصاد المصرى مع توفير كافة السبل لجذب المستثمرين من قوانين و تأهيل و تحديد الاسواق التى نحتاج ان نجذب مستثمريها وكذلك الصناعات التى تساعدنا على النمو، لافتا إلى أن الاستقرار الاقتصادى واستقرار سعر العملة وسهولة استيراد الخامات هى من اساسيات جذب الاستثمارات الأجنبية، متابعا أن تأهيل الكوادر الشابة فى التعامل مع الشركات الأجنبية أمر هام فى ملف الاستثمار، مشيرا إلى أن تعدد الجهات الخاصة بتعاملات المستثمر من ضرائب وتأمينات هو امر مرهق يقلل من شهية المستثمر، مطالبا بضرورة توحيد تلك الجهات للتسهيل على المستثمرين.
قال ديفيد مورهيد الرئيس التنفيذى لإحدى الشركات الأجنبية المتخصصة فى تقديم خدمات النظافة الجافة وتصنيع المنتجات، إن حجم الاستثمارات التى تم توقيعها يصل إلى 500 مليون جنيه، يتم من خلالها تقديم أكثر من 1000 فرصة عمل.
تابع أن من خلال تواجده بالسوق المصرى ظهرت له نقاط القوة المتمثلة فى توفير بنية تحتية قوية وشبكة طرق جيدة وحجم استهلاك عالي، لافتا إلى أن توفير مستلزمات الانتاج والمواد الخام أمر هام وحيوى لاستمرارية الانتاج والعمل وجذب المزيد من المستثمرين خاصة فى قطاعات الصناعة.
أكد إيفان موراز منسق التعاون الاقتصادى الدولى للدول الافريقية من بيلاروسيا أن مصر بوابة مهمة عند المستثمرين الأجانب لدخول الشرق الاوسط وافريقيا، لافتا إلى ان مشروعات الطاقة فى مصر جاذبة للشركات الأجنبية الكبري، وخاصة مشروعات الهيدوجين والطاقة النووية اضافة إلى الصناعات الثقيلة.
تابع ان أهم ما ينتظره المستثمر الأجنبى هو سهولة الاجراءات واستخراج التراخيص وتوفير الأراضى المخصصة للمشروعات سواء كانت صناعية أو زراعية، منوها عن تجهيز عدد من المشروعات فى مجالات الطاقة لاقامتهافى مصر بالتعاون من روسيا.
قال بروسبرليدى رئيس اتحاد المقاولين والتشييد بجمهورية غانا بغرب افريقيا، إن بلاده تتطلع للتعاون الاقتصادى المشترك مع مصر، مؤكدا ان الاجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات تأتى بنتائج ايجابية.
أضاف أن هناك مجالات تعاون مشتركة بين مصر وغانا فى حاجة لاستغلالها والاستثمار فيها، مشيرا إلى ما تمتلكه بلاده من مواد خام يستطيع توريدها لمصر، واستغلالها فى المشروعات الانتاجية داخل مصر وإعادة تصديرها كمنتجات تامة الصنع لكافة الدول.
أوضح دكتور أسامة مبروك رئيس مجلس إدارة شركة استثمارية تعمل فى مجالات الصناعة والطاقة بمصر والامارات وروسيا أن من أهم المحفزات الجاذبة للسوق المصرى والتى يجب العمل عليها وتطويرها باستمرار هى تسهيل استخراج الرخص والعمل على تفعيل مفهوم الشباك الواحد خاصة فى التراخيص الزراعية والصناعية، إضافة إلى تخصيص وترفيق الأراضى أمام المشروعات.
أكد أن ما تقوم بها الحكومة من اجراءات داعمة للقطاع الخاص يعزز الاقتصاد، مشيدا بخطوات الحكومة فى سعيها للتحول الرقمى الكامل لخدمات المستثمرين، مشيرا إلى أن الاعلان عن برنامج عمل محدد الأهداف من قبل الحكومة هو بداية الانطلاق نحو التسريع بالنهوض الاقتصادى وجذب ثقة المستثمر.
قال إنه كلما زادت التسهيلات التى تقدمها الحكومة زادت الاستثمارات الأجنبية مشددا على أهمية تسهيل اجراءات الإقامة للمستثمر الأجنبى وتسهيل الاستيراد والتصدير من وإلى مصر مع حرية التعامل مع العملة الصعبة الخاصة بكل مستثمر، مضيفا أن دعم الدولة للمصانع الصغيرة وحل مشاكل المتعثرين يخدم على بيئة ومناخ الاستثمار ويعزز من جاذبية السوق المصري.
ذكر أن هناك العديد من المشروعات الكبرى فى مجالات الطاقة المتجددة والصناعات الثقيلة والمشروعات التنموية الخاصة بدعم وتمكين المرأة فى انتظار موافقات الحكومة، مؤكدا انه يتم العمل على جاهزيتها والاعلان عنها قريباً.