تفاصيل الخبر
استضفنا أكبر محطة في العالم .. وأجدادنا صنعوا أول خلية لماذا لا تكون الشمس حلاً لأزمة الطاقة فى بلادنا؟
التاريخ : 7 / 8 / 2024
فى قمة المناخ 28 بدبى، أقرت الدول المشاركة تعهداً بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030 للحدّ من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.


وتُعد مصر واحدة من أكثر بلدان العالم ثراء بمصادر الطاقة المتجددة، فالسطوع الشمسى فى مصر، وخاصة فى جنوبها بأسوان الأغنى عالمياً، كما أن قوة الرياح كبيرة فى مواقع متعددة كالزعفرانة والسخنة والغردقة.

وقصتنا مع طاقة الشمس قديمة جداً، وربما هى الأقدم فى العالم، ففى مصر الفرعونية استخدم القدماء «الشمس» فى تكييف البيوت طبيعياً، إذ صُممت البيوت بطريقة تسمح بامتصاص طاقة الشمس نهاراً وإطلاقها ليلاً للتدفئة.

 ومن جهة أخرى ساعدت تلك التصاميم على خفض درجة الحرارة فى الأيام الحارة وحالياً يُطلق على مثل هذه التصاميم «الأبنية الخضراء» وهى نهج عالمى جديد تسعى إليه دول كثيرة فى العالم المتقدم.

وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن قدماء المصريين أيضاً قد تمكنوا من الإضاءة ليلاً عبر صنع خلية شمسية بسيطة باستخدام حجر «الأوبسيديان» البركانى وبعض أسلاك النحاس، والتى تولد عند وضعها فى ضوء الشمس، تياراً كهربائياً، حيث يمتلك حجر الأوبسيديان القدرة على إشعاع ضوء خافت فى الظلام.

وفى التاريخ الحديث قام المهندس والمخترع الأمريكى «فرانك شومان» بإنشاء أول محطة شمسية على نطاق كبير نسبياً بالعالم وذلك فى صحراء المعادى فى العام 1913 بعد عمل استغرق عامين، وقد بدأ العمل به فى العام 1911، وكانت نموذجاً مبكراً فى رفع المياه آليا من النيل فى رى حقول «القطن المصرى» بضخها 2000 لتر من المياه فى الدقيقة.

ولاهتمام بريطانيا بالقطن المصرى منح اللورد «كيتشنر» شركة الطاقة الشمسية المنفذة للمحطة 12000 هكتار «288 ألف فدان» بالسودان لزراعتها بالقطن المصرى عبر الرى بالطاقة الشمسية.

اقرأأ يضا| الموسوعة| خلايا البيروفسكايت الشمسية تُهدِّد عرش السيليكون

 وجاءت الحرب العالمية الأولى لتدمر حلم «شومان» الكبير فى تحول العالم إلى الطاقة الشمسية بدلاً من الفحم الذى كان يُستخدم وقتها، فمع اندلاع الحرب، بدأ الصراع الدولى من القوى الاستعمارية للسيطرة على منابع النفط بالشرق الأوسط، ولم تعمل المحطة سوى عام، مما اضطر شومان إلى السفر لألمانيا ثم إلى فلادلفيا بأمريكا وهناك قدم «فيلماً وثائقياً» عن محطة الطاقة الشمسية المصرية تم عرضه فى مسرح الحرية بتاكونى.

والآن ووفق أزمات الطاقة التى يعانى منها العالم ومصر، هل يمكن أن تصبح الشمس حلاً لأزمات الطاقة؟

تتعرض مصر إلى 3050 ساعة من ضوء الشمس سنويًا، وتتراوح الإشعاعات العادية المباشرة من 1970 إلى 3200 كيلو واط ساعة/م2 سنويًا، ويبلغ إجمالى الإشعاع الشمسى السنوى من 2000 إلى 3200 كيلو واط ساعة/م2، وخصصت الحكومة المصرية حوالى 7.650 كيلو متر مربع لإنتاج 42٪ من الكهرباء من المصادر المتجددة عام 2030.

من جهة أخرى تتوافر فى مصر بعض من الموارد المهمة لإنتاج الألواح الشمسية كالرمال الغنية بالسيلكون وغيرها، فقط نحتاج لتشجيع تصنيع هذه الألواح واعتباره مشروعاً وطنياً على أولوية الأهداف، وذلك بدعم الجامعات والمراكز البحثية وفتح العديد من مراكز التدريب أمام الشباب والموهوبين، ليكون لدينا الآلاف من الكوادر المدربة التى يمكنها توطين صناعة الألواح الشمسية فى مصر التى تؤدى إلى تسهيل استخدام الطاقة الشمسية فى كل المواقع كالمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات والفنادق وغيرها، فضلاً عن البيوت.

ومما يجدر الإشارة إليه أنه يمكن استخدام الطاقة الشمسية فى هذه المواقع عبر نظامين رئيسيين: الأول نظام قائم بذاته غير متصل مع شبكة الكهرباء العامة التى تغذى المنطقة التى يقع فيها المنزل، وهذا النظام يمكن أن يزود ببطاريات تخزن الطاقة الكهربائية أثناء سطوع الشمس، حيث يمكن الاستفادة من الكهرباء المُخزنة ليلاً، وقد لا يُزود ببطاريات ويكون استخدامه نهاراً فقط مع وجود الشمس ويعد هذا غير مناسبللاستخدام المنزلى.

والآخر نظام يتصل بشبكة الكهرباء العامة، وهو نظام يمكنه توفير الكهرباء وبيع الفائض منها إلى شركة الكهرباء.. وبشكل عام هناك كثير من المزايا لاستخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء، بالنسبة للأفراد تعمل على خفض قيمة فواتير الكهرباء، وزيادة كفاءة استخدام الكهرباء خاصة فى الصيف، وإطالة عمر السطوح، حيث تحمى ألواح الطاقة الشمسية الأسطح من تأثيرات العوامل الجوية.

وعلى المستوى العام تخفيف الضغط على الوقود الأحفورى كالغاز الطبيعى وبالتالى خفض فاتورة استيراده المرهقة للاقتصاد الوطنى، وأيضاً تحد من انبعاثات الغازات الكربونية الملوثة للبيئة الناتجة من الوقود الأحفورى والتى تزيد من الاحترار العالمى، كما تحافظ على موارد المياه، حيث يحتاج توليد الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفورى أو المُفاعلات النووية إلى كمياتٍ كبيرة من المياه للتبريد، فى حين لا يتطلب إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية استخدام المياه.

وأخيراً، نؤكد أن الشمس والموارد المحلية فى مصر فرصة رائعة لحل جذرى لمشاكل الطاقة وغيرها.















العودة الى الأخبار