كما أكد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع الذى عقده أمس، لدى وصوله بكين مع تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مشاركة مصر فى مختلف الفعاليات الكبرى التى تستضيفها الصين، مشيراً إلى أنه يشارك نيابة عن الرئيس فى أعمال قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقى الذى تستضيفه الصين بدءا من اليوم الأربعاء حتى الجمعة القادم.
وأشار الدكتور مدبولي، إلى «زيارة الدولة» التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو الماضي، ومُشاركته كضيف شرف فى الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون العربي- الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس «شى جينبينج» للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون بما يُسهم فى تعزيز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين.
وتقدّم رئيس الوزراء، خلال اللقاء، بالتهنئة لـ»تشاو له جي»، بمناسبة نجاح انعقاد الجلستين التشريعيتين لمجلس نواب الشعب الصينى والمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى وكذا انعقاد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى مؤخراً، والتى أكدت مخرجاتها على مواصلة الصين لسياسة الانفتاح والإصلاح بما يُلبى طموحات وآمال الشعب الصيني.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى حرص مصر على أهمية تعزيز التعاون والتبادل البرلمانى بين البلدين الصديقين بشكل منتظم باعتبارها أحد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.
أكد أن مصر تنظر إلى الصين بوصفها مثالاً يُحتذى به فى مجال البناء والنهضة العمرانية، وأن بكين تُعد شريكاً استراتيجياً لمصر فى مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.
كما أكد مدبولى دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة فى مصر، حيث يحرص على زيارة مشروعاتها بمصر، ومتابعة سير العمل بها وتذليل العقبات أمامها.
وأشار إلى أنه تم إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوى مساعد أول رئيس الوزراء، مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء، لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذى توليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثمارى والتجارى مع الصين.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تمثل فرصة واعدة للشركات الصينية، وجاذبة للاستثمار من أجل التصدير للدول المجاورة لاسيما فى القارة الأفريقية التى تعد مصر بوابة مثالية للنفاذ إليها.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن تطلعه لدعم رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى للتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقيامه بتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار فى مصر، خاصة فى ضوء اهتمام الدولة المصرية بقطاع الصناعة وتوطين عدد من الصناعات ذات الأولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الهيدروجين الأخضر.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى توافق كل من مصر والصين حول التسوية السلمية للأزمات الدولية عبر الحوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، مؤكداً دعم مصر لمبدأ «الصين الواحدة»، ومُعرباً فى الوقت نفسه عن أن الدولة المصرية تتطلع للتعاون مع الصين فى إطار التجمعات الدولية لاسيما تجمع «البريكس».
وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، رحب تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني، بالدكتور مصطفى مدبولي، وهنأه بتجديد الثقة فيه وتوليه منصب رئيس الوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد «له جي» عُمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، مُشيراً فى هذا الصدد إلى الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وما حققته هذه الشراكة من نتائج إيجابية بفضل الدعم المستمر من قيادتى البلدين، مُضيفاً فى هذا السياق أن الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الصين كانت زيارة ناجحة للغاية، وهو ما يؤكد أهمية استمرار التعاون المُثمر بين البلدين.
وأكد تشاو له جى دعم الصين لمصر فى تنفيذ خططها للتنمية المُستدامة بما فى ذلك «رؤية مصر 2030»، وتَطلُع بكين لتعزيز تعاونها مع القاهرة فى مختلف القطاعات وعلى رأسها قطاع البنية التحتية. وأعلن «له جي» عن تقديم منحة لمصر بقيمة 100 مليون يوان لتنفيذ مشروعات تنموية مشتركة.
كما أوضح رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات وتنفيذ حل الدولتين.
وفى هذا السياق، أشار إلى استضافة الصين للحوار بين الفصائل الفلسطينية بما يُساعد فى إحلال السلام والعمل على توحيد الصف الفلسطيني، والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
حضر الاجتماع السفير عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، والسفير لياو ليتشيانج، سفير الصين لدى مصر، والسفير محمد أبوالوفا، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والتجمعات الأفريقية، وعدد من كبار المسئولين الصينيين.