على مدى الشهرين الماضيين، شهدت أروقة العمل فى مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية لقاءات مكثفة فى القاهرة والرياض أكد خلالها الجانبان تشغيل المشروع مطلع الصيف المقبل، بما يسمح بتبادل 3000 ميجاوات.
تقرير شامل لوزارة الكهرباء والطاقة حصلت «الأهرام» على نسخة منه أكد أن المشروع يعد جزءا من الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية، وأن التعاون فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة يمثل نموذجا لتحقيق الفائدة المشتركة وتعظيم العوائد من الموارد الطبيعية المتاحة، خاصة فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة أن مشروع الربط الكهربائى بين أكبر شبكتين كهربائيتين فى المنطقة يعد نواة لربط عربى فى المستقبل، وسينعكس على استقرار واستمرارية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادى والتنموي.
ولفت الوزير النظر إلى أن المشروع تتويج لعمق العلاقات المصرية ـ السعودية عبر التاريخ ويأتى مكملاً وداعماً لرؤيتى كلا البلدين 2030، مشيرا إلى مواصلة العمل لتحسين جودة التغذية الكهربائية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة والحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة، وإضافة قدرات جديدة من الطاقات النظيفة لخفض الاعتماد على الوقود التقليدي.
وتابع : هناك اتفاق وتعاون وتنسيق مصرى سعودى على ضرورة دخول خط الربط الكهربائى الخدمة وربطه على الشبكة الموحدة فى الدولتين مطلع الصيف المقبل، مشيرا إلى الوضع الراهن للمشروع ومعدلات تنفيذ الأعمال والمخطط الزمنى ومواعيد تسليم المراحل المختلفة فى إطار مخطط تشغيل الخط، موجها بتذليل كل العقبات والمعوقات المالية والإدارية والفنية وغيرها، مطالبا بضرورة الالتزام بإنهاء المشروع وبدء التشغيل وفقا للخطة الزمنية المحددة كأحد أهم المحاور لضمان استقرار الشبكة دون الحاجة إلى مزيد من الوقود لتشغيل محطات التوليد لتوفير احتياطى الشبكة خلال أوقات الذروة والأحمال المرتفعة، موضحا أن المشروع يهدف إلى تبادل 3000 ميجاوات.
وقال الوزير إنه تم تشكيل لجان مشتركة للتواصل والمتابعة الأسبوعية لتحقيق الفائدة المرجوة من التطوير الذى تم فى شبكتى الكهرباء فى البلدين ومشروعات التطوير وهيكلة شركات الإنتاج والنقل والتوزيع فى المملكة.
كما أشاد بالتعاون بين الدولتين والجهود المبذولة لتعزيز سبل الشراكة فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والتى تعد نموذجا لتحقيق الفائدة المشتركة وتعظيم العوائد من الموارد الطبيعية المتاحة، خاصة فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مشيرا إلى الشراكة الإستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية لتحقيق أمن الطاقة، موضحاً أن هناك جهودا كبيرة من قبل جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائى المصرى السعودى وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفى سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أى مشكلة أو عقبة قد تطرأ فيما يخص إنهاء الأوراق والتصديقات والموافقات.
وبحسب التقرير، فإن مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية يتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ الأولى فى شرق المدينة بالسعودية والثانية فى تبوك، والثالثة فى مدينة بدر شرق القاهرة ويربط بينها خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.
يهدف المشروع الى التبادل المشترك للطاقة فى اطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال فى الدولتين ، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائى وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية فى مصر والسعودية.
أوضح التقرير أن اغسطس الماضى شهد بدء أعمال تركيب اول محول بمدينة محطة محولات بدر جهد 500 كيلو فولت والذى يعد الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستخدام على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية.