تفاصيل الخبر
عمارة خضراء ومدن مستدامة.. د. محمد حسن: تقليل تأثير المبانى على البيئة.. والاعتماد على الطاقة المتجددة
التاريخ : 26 / 10 / 2024
تُركز أهداف التنمية المستدامة على تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتحقيق جودة الحياة، وتعتبر العمارة الخضراء والمدن المستدامة أحد روافد اهداف التنمية المستدامة لما تحققه من الحفاظ على الموارد وحماية البيئة وتحقيق ظروف معيشية جيدة للإنسان، والتصميم البيئى أحد الحلول لتحسين أداء المباني، وهو يراعى حركة اتجاهات الرياح والرطوبة والانتقال الحراري.


وتوضح الدكتورة هبه محروس على، أستاذ الهندسة البيئية وعضو لجنة البيئة بنقابة المهندسين أنه باتباع إستراتيجية التصميم الشمسى السالب، والتى تعتمد على التهوية والإضاءة الطبيعية بما يحقق استدامة المبنى بجانب توجيه المبنى حسب حركة الشمس والرياح، بحيث يكون فى اتجاه الشمال أو الشمال الغربى وتوزيع الفراغات فى الاتجاه المناسب، وكلها أهداف ترنو إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، كذلك يمكن استخدام الكاسرات الثابتة والتى تمنع انتقال الحرارة داخل المبنى، خاصة فى فترات الصيف، هذا بجانب بعض التقنيات البسيطة والتى تُحسن بيئة المبنى مثل استخدام الشيش للشرفات والنوافذ، بجانب استخدام التشجير لزيادة الكساء الأخضر وكلها طرق لتحقيق جودة الحياة فى المبانى ويعتبر نموذج العمارة الاسلامية من أفضل الطُرز المعمارية.

وعن أنماط العمارة الخضراء والمدن المستدامة، يرى المهندس محمد حسن ماضي، سكرتير الجمعية المصرية لتنمية المدن والجمعية المصرية للمبانى والمدن الخضراء أن مفهوم العمارة الخضراء يعد الفكر المعمارى الحديث الذى يهتم بالعلاقة بين المبنى والبيئة، ويظهر ذلك فى تقليل تأثير المبانى على البيئة مع الاعتماد على استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بجانب أن تلحق بالمبنى تقنيات إعادة تدوير المخلفات الصلبة والترشيد فى استهلاك المياه، فضلا عن زيادة مساحات التشجير حول المبنى لتقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة البيئة الخارجية للمبنى والهواء داخل المبنى، على حين أن مفهوم المدن المستدامة فهو يعنى إدماج اساليب التصميم الخضراء والتقنيات الذكية ليس فقط لتقليل استهلاك الطاقة والمياه، بل أيضا بما يقلل من تكاليف الإنشاء والصيانة ويخلق بيئة تضمن صحة المستخدمين للمبنى ويقلل من الأمراض الناتجة عن سوء حالة المبانى بما يرفع من قيمتها الاقتصادية، لذلك فإن العمارة الخضراء والمدن المستدامة تُمثل توجها دوليا، وفى مصر زاد الاهتمام بهذا النمط المعمارى لذلك لابد من الاهتمام بالقائمين على هذا العمل مثل المهندسين والفنيين وتأصيل تصميم مشاريع المبانى الخضراء من خلال الاهتمام بالتعليم المعمارى والهندسى، بحيث تصبح كليات العمارة حاضنة لفكر العمارة الخضراء والمبانى المستدامة .

جدير بالذكر أنه تم إطلاق مبادرة لبناء المستشفيات الخضراء وهى تعتمد على تزويد المبنى بتقنيات إعادة تدوير المياه الرمادية واستخدامها فى التنظيف ورى الحدائق الملحقة بالمبنى، مع الاعتماد على الطاقة الشمسية فى الإنارة وتشغيل الأجهزة، وأيضا الاستفادة من مخلفات الطعام لتحويلها إلى سماد، وكذلك استخدام مسطحات مائية لكسر الحرارة داخل المستشفى والأفنية الواسعة لتحريك الهواء دون الاعتمادعلى التكييف أو المراوح باستخدام نُظم تبريد وتدفئة للهواء طبيعية مع الاعتماد على السخانات الشمسية لتدفئة المياه.

ومن نماذج المدن الحضرية فى مصر حى الأسمرات وهو من أهم الأحياء السكنية الحضرية الجديدة، باعتبارها مكانا بديلا لسكان العشوائيات ويقع على مساحة 165 فدانا تستوعب نحو 15 ألف أسرة، حيث قام فريق بحثى من قسم بحوث البيئة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بإجراء عدة زيارات لها لحى الاسمرات لقياس جودة المؤشرات البيئية، حيث تشير الدكتورة سعاد جمعة رئيس الفريق إلى أنه تم قياس تركيز ملوثات الهواء من غازات وجسيمات عالقة، وقد تم إجراء القياسات مرتين على مدار 24 ساعة لمدة 4 أيام فى شهر يوليو ويومين فى شهر اغسطس 2024، وكانت مقارنة النتائج التى توصلت اليها القياسات وفق المعايير المسموح بها فى قانون البيئة المصرى قد بينت عدم تجاوز تركيز اول اكسيد الكربون وثانى اكسيد الكبريت واكاسيد النيتروجين والاوزون الأرضى الحدود القصوى المسموح بها وفق المعايير المصرية ومنظمة الصحة العالمية، وقد أوصى الفريق البحثى بأهمية إجراء تلك القياسات بشكل دورى لمتابعة مؤشرات جودة الهواء مع إضافة مساحات التشجير داخل الاسمرات.


العودة الى الأخبار