استحقت المنصة الرقمية التى صممها برنامج الاستدامة فى إفريقيا بسيدارى بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن تحمل لقب الحدث البيئى الأهم فى القارة السمراء خلال الأيام القليلة الماضية، والتى شهدت فعاليات الاجتماع الثانى للمائدة المستديرة للمنتدى الإفريقى لوكالات حماية البيئة.

يوسف عماد يونس المسئول ببرنامج إدارة المعرفة فى سيدارى يقول، إن فكرة المنصة طرحت للمرة الأولى فى الاجتماع الأول للمائدة المستديرة فى كيجالى فى رواندا. وقال إن تنفيذ هذه المنصة استغرق حوالى 6 أشهر بغرض تعزيز التعاون وتسهيل التواصل بين الأعضاء سواء كانوا دبلوماسيين أو وكالات معنية بشئون البيئة.

وأوضح أن المنصة هى تكملة لنظام «ماتاتو» الذى تستطيع كل دولة من خلاله تخزين وأرشفة البيانات الخاصة بها وبالتالى يكون من السهل الرجوع إليها وإعداد تقارير وأشكال بيانية وخرائط وبيانات متخصصة يستطيع صانع القرار الاستعانة بها فيما يتعلق بهذه القضايا. وأوضح أن السياسات العامة للنشر على منصة AFEPA هى نفسها السياسات المنظمة للنشر على منتدى «ماتاتو» وهى ذاتها السياسات التى يقرها برنامج الاستدامة فى إفريقيا «بسيداري». وأوضح يوسف أن آلية العمل على المنصة واضحة ومحددة الأدوار بحيث يرفع كل عضو بها منشوره ويبقى هذا المنشور قيد المراجعة ويكون لباقى الأعضاء حرية النقاش والتعليق عليه وبالتالى تستمر حالة التحديث على المنصة.

وأكد أن هناك دافعا قويا للدول المشاركة على المنصة فى الإقبال على عرض المشكلات البيئية التى تواجهها لأن ذلك يعنى فتح آفاق دولية لحلها، كما أن المنصة تتيح فرصة عرض المشكلات العابرة للحدود فى حضور جميع الأطراف المعنية بها. وأضاف أن من هذا المنطلق فإن المنصة الجديدة تعمل على تعزيز التعاون السلس وتبادل المعرفة بين وكالات حماية البيئة الإفريقية، كما تتيح الوصول إلى قاعدة بيانات شاملة لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة والبيانات الوطنية، مما يساعد المستخدمين على تحليل الاتجاهات ووضع سياسات مدروسة. وقد أفادت المنصة الجديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تطبيقاتها، مما جعلها قادرة على تقديم رؤى مبتكرة لتحليل البيانات الضخمة وصياغة حلول فعالة. كما توفر منتديات نقاش ودراسات حالة، مما يخلق مجتمعا تفاعليا للخبراء البيئيين. وأشار يوسف إلى أن AFEPA كانت حريصة كل الحرص على أن تكون المراجع المزود بها الذكاء الاصطناعى التوليد فى هذه المنصة كلها مراجع رسمية ومعتمدة لتجنب ما يعرف «بهلوسة» الذكاء الاصطناعي. وبعيداً عن البيانات، توفر المنصة الجديدة أدوات لتسهيل إدارة الفعاليات، وتعزيز بناء القدرات، وربط المستخدمين بالمؤسسات والخبراء، فهى ليست مجرد منصة تقنية، بل هى حركة نحو الاستدامة.