تفاصيل الخبر
مؤتمر صحفى للقادة الثلاث: مصر ترفض أى ممارسات أو سياسات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
التاريخ : 9 / 1 / 2025
توافق مصري يوناني قبرصي علي ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وتدفق المساعدات الإنسانية


أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن القمة الثلاثية شهدت مناقشات ثرية وبناءة، تناولت سبل تعزيز التعاون المشترك فى مختلف المجالات، وبشكل خاص فى مجال التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجارى  والاستثماري.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفى المشترك للقمة بمشاركة كل من الرئيس القبرصى «نيكوس خريستودوليدس» ورئيس الوزراء اليونانى «كيرياكوس متسوتاكيس» ان تلك الآلية تعكس عمق الشراكة والعلاقات التاريخية الراسخة بين دولنا، وتعتبر نموذجاً يُحتذى به لتعزيز الاستقرار والتنمية، فى منطقة شرق المتوسط.

رحب الرئيس بعقد منتدى الأعمال على هامش هذه القمة، والذى يستهدف بحث فرص تعزيز الاستثمارات والتجارة المتبادلة، بين مجتمعات الأعمال فى الدول الثلاث.

أكد الرئيس أن ملف الطاقة كان حاضرا بقوة فى محادثات القمة، حيث تم الاتفاق على ضرورة تطوير مشروعات مشتركة، فى مجالات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي، ونقل الغاز الطبيعي، وتعزيز البنية التحتية للربط الكهربائى بين الدول الثلاث، بما يحقق التكامل الإقليمى فى قطاع الطاقة، ويسهم بشكل فعال فى ضمان أمن الطاقة العالمي، الذى عانى من الاضطراب، جراء الأزمات العالمية الأخيرة.

أشاد الرئيس بما تم توقيعه من عدد من مذكرات التفاهم، سواء على المستوى الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، أو الثنائى بين مصر وقبرص، مؤكدا فى هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الفعال لتلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، لما لها من فوائد اقتصادية مشتركة.

وقال الرئيس إن مصر وقبرص واليونان تتشارك الرؤى بالنسبة للتعامل مع التحديات والأزمات الراهنة، التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مشيرا الى أن القمة كانت فرصة لمناقشة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التى يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون فى غزة لافتا الى انه أطلع الضيفين العزيزين على الجهود المتواصلة التى تبذلها مصر، لوقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.

ذكر الرئيس أن القمة أكدت على أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، إلا بوقف شامل لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري، ووقف أية ممارسات تؤدى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين، أو بحرق الأرض وخلق الظروف التى تدفع الفلسطينيين للمغادرة، مشددا على رفض مصر تلك الممارسات والسياسات وعدم القبول بها.

قال الرئيس انهم أكدوا خلال القمة، على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هى السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وبالتالى تحقيق التنمية الاقتصادية، والتعاون الشامل المنشود بين شعوب المنطقة.

قال الرئيس إن القمة أكدت على أن المنطقة، لا تتحمل المزيد من المغامرات، التى قد تهز استقرارها وتعصف بدولها، وتؤثر سلبا على مقدرات شعوبها، لافتًا إلى أنه آن الأوان لإحكام العقل، والأخذ بالاختيارات السليمة، وتجنب المزيد من الحروب والدمار والكراهية.

كما أوضح الرئيس انهم ناقشوا كذلك الأوضاع فى سوريا، وأكدوا على تطلعهم لتحقيق طموحات الشعب السورى فى الاستقرار والأمن، كما شددوا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا، وأن تتسم العملية الانتقالية بالشمولية والتعددية.

أكد الرئيس أنهم تبادلوا وجهات النظر أيضا، حول الأزمة الليبية، واتفقوا على أهمية تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا، وكذلك تطورات الأوضاع فى السودان واليمن، وأكدوا بصفة عامة على ضرورة سرعة تسوية الأزمات والصراعات الدائرة تحقيقًا للاستقرار، وبما يحافظ على ثروات البلاد وشعوبها.

أضاف الرئيس أنه سعد بترؤس أعمال الاجتماع الثاني، للجنة الحكومية العليا المشتركة، بين مصر وقبرص، مع رئيس جمهورية قبرص.. حيث أكدنا على التزامنا المشترك، بتعزيز الأمن والاستقرار فى منطقتنا، ومواصلة دفع العلاقات الثنائية، بين بلدينا الصديقين قدما، فى شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك.

أعرب عن سعادته بما لمسه من تقدم ملموس، فى العديد من ملفات التعاون بين مصر وقبرص، بما فى ذلك التعاون فى مجال الطاقة، واستثمار الموارد الطبيعية فى البحر المتوسط، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات الأمن البحري، والتكنولوجيا، والتعليم والبحث العلمي.

وفى ختام كلمته وجه الرئيس الشكر للرئيس القبرص ودولة رئيس وزراء اليونان على الدور الذى قامت به قبرص واليونان خلال السنوات العشر الماضية، حيث كانتا أول دولتين متفهمتين للموقف الذى مرت به مصر منذ 2014، مشيدًا بالدور الكبير الذى قاما به فى وقت كانت الظروف صعبة جداً فى مصر وكثير من دول العالم لم تكن متفهمة ما يحدث فى مصر باستثناء قبرص واليونان.

ومن جانبه أكد رئيس جمهورية قبرص «نيكوس خريستودوليدس» أهمية دور مصر الفاعل باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار فى المنطقة، مشدداً على ضرورة تقديم كل الدعم من المجتمع الدولى  لمصر.

قال الرئيس القبرصى إن التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص يهدف لتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة، خاصة فى ظل التطورات الإقليمية الصعبة التى تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التعاون يعتبر نموذجاً مثالياً يحتذى به فى التعاون بين دول المنطقة لخلق وضع حسن الجوار.

وأكد الرئيس القبرصى أن الدول الثلاثة ترفض أى تدخل من قبل دول فى شئون دول أخري، كما أنها تسعى للوقف الفورى للأعمال العدائية وتهدئة التطورات، والعمل على الحل السلمى لجميع النزاعات استناداً إلى القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة دون فرض حلول خارجية.

أشار «خريستودوليدس» إلى أن قبرص واليونان تعملان على توطيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر، والتى تمثل أولوية قصوي، لافتاً إلى أن تعزيز هذه العلاقات يعد هدفاً ثابتاً لبلاده، خاصة فى ظل الرئاسة المقبلة لقبرص فى مجلس الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبه أكد رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان قوية واتفقنا على ضرورة زيادة التعاون لخدمة شعوبنا.

وقال ميتسوتاكيس «اجتمعنا اليوم فى القاهرة فى إطار القمة الثلاثية العاشرة بين مصر واليونان وقبرص، مما يؤكد أن الآلية الثلاثية لنا منتجة وقوية على المستوى الإقليمى ليس لها مثيل».

وأشار رئيس وزراء اليونان إلى أنه سيتم التعامل بالتزامن مع التوترات فى المنطقة لضمان التعاون فيما بينهم لزيادة الرخاء وأمان المواطنين.


العودة الى الأخبار