التاريخ : 16 / 1 / 2019
لا يخفي علي أحد ما أنعم به الله علي مصر المحروسة من نعم لا تعد ولا تحصي.. هذه النعم تشمل الكثير من الثروات الطبيعية الظاهر منها والخفي. ليس هذا فحسب وإنما هناك ايضا المميزات الطبيعية التي تمثل في حد ذاتها ثروة لا تقدر بمال.
تواصلا مع هذا الشأن أسعدني تصريح وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر بالموافقة علي انشاء ٣٢ شركة قطاع خاص لاقامة محطات لتوليد الطاقة من الشمس. لا جدال أن هذا الاعلان يعد خطوة متقدمة لصورة المستقبل الذي يجب أن تكون عليه مصر. مضمون هذا التصريح يدعو للتفاؤل حيث أنه من المقرر أن تتصاعد مشروعات انتاج الطاقة المتجددة من الوسائل الطبيعية كالشمس والرياح ليصل حجم المنتج الي ٢٠٪ من الاحتياجات المصرية.
الحقيقة أن التأخير في استغلال الشمس والرياح في توليد الطاقة في مصر كان أمرا يثير الدهشة والعجب ونحن والعالم نتحدث عن ضرورة الاعتماد علي الطاقة النظيفة المنتجة من هذين المصدرين. رغم حاجتنا ولظروفنا الاقتصادية الصعبة لاستخدام هذه الطاقة التي لا تحتاج الي المازوت أو الغاز فقد سبقتنا في هذا المجال الدول المعنية المتقدمة القادرة علي تمويل تشغيل محطات المازوت والغاز.
إن مثال ذلك الدولة الالمانية التي بدأت الاستفادة من الطاقة الشمسية النادرة الظهور عندها. إنها ورغم ذلك سمحت للمواطنين الألمان في عدة مدن بتركيب محطات توليد الطاقة فوق المنازل والسماح لهم بتوصيل الطاقة المنتجة الي شبكة الدولة للكهرباء بأسعار تحقق عائدا لهؤلاء المواطنين. وهو الأمر الذي يشجعهم علي تبني إقامة هذه المشروعات. الشئ المثير أن المهندس المصري ابراهيم سمك هو العقل الهندسي وراء تنفيذ هذا المشروع بالمانيا. الأكثر اثارة من هذه المعلومة أنه عرض القيام بنفس هذه التجربة في مصر ولكن ولسنوات لم يسمع له أحد.
أن هناك أملا كبيرا في التوسع في مشروعات انتاج الكهرباء في مصر من الشمس. إن أحد العوامل التي سوف تساعد علي ذلك هو إنتاج الألواح العاكسة التي تمثل عصب هذه الصناعة. هذا الانتاج سيتم بالتعاون بين الهيئة العربية للتصنيع وكبري الشركات الهندسية الصينية المتخصصة في هذا المجال. كما هو معروف فقد استطاعت التكنولوجيا الصينية تخفيض تكلفة إنتاج هذه الألواح الي النصف وهو الأمر الذي أدي الي توقف الشركات الأمريكية والالمانية وقيام الشركات الصينية بشراء بعضها. علي ضوء هذا التطور فإن آفاق استفادة مصر من تطوير توليد الطاقة من الشمس متاح لها وعلي أوسع نطاق.