نعم نحن أبناء القارة الأفريقية عشنا فوق تضاريسها المحببة إلي قلوبنا وعشقنا مناخُها الذي تأثرنا به، وشربنا من نيلها وأنهارها التي اختلطت بدماءٍ تجري فينا، وضحينا بهذه الدماء كثيرًا من أجلها.
ترابطنا ببعض في أفريقيا ليس وليد الصدفة أو اللحظة أو الظرف السياسي أو الاقتصادي؛ ترابطنا وليد العلاقات الجغرافية والتاريخية والثقافية، وتُأصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ممثلة في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة أواصر هذا الترابط والشراكة الأفريقية عبر تنظيمها لحزمة متجددة من الدورات التدريبية للمهندسين والفنيين من الدول الأفريقية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وتنهض كهرباء مصر بهمم أبناء القارة الأفريقية نحو بناء مستقبل جديد برؤية مختلفة ومن منظور علمي هندسي وتقني غير المتبع في السنوات الأخيرة من القرن الماضي؛ وبحسب آليات بناء هذا المستقبل الحديث، سيكون من العمدان المهمة في بناءه؛ وأحد محاور الارتكاز فيه الطاقة المتجددة.
ودعمت حركة التحرر من الاستعمار في مصر حركات التحررالعربي والشمال والجنوب والعمق الأفريقي، وانطلقت العديد من الأفكار ذات الأجنحة لنقل العلوم والمعرفة المصرية إلي جميع دول شمال أفريقيا وحوض النيل وغيرها من بلدان القارة السمراء.
وليس غريبًا علي مصر الأخت الكبرى للأشقاء الأفارقة أن تدعم وتساند وتبني وتطور وتنمي في قارتها السمراء، في أروقة الجامعات والهيئات المصرية يدرس ألاف الأفارقة علوم عدة، ويحصلون علي غايتهم من الدراسة والمعرفة، ويعودون إلي بلدانهم ينقلون هذه المعرفة ويطبقون الدراسات والتجارب وينقلون الخبرات المصرية، كل هذا يسمي في مصطلح شديد البساطة وعظيم المعني هو الوحدة الأفريقية.
أن الحديث عن العلاقات المصرية الأفريقية حديث لم ولن ينفض أبدًا، ولكن من خلال تجربتي في التغطية الصحفية للدورة الثانية في العام 2019 لتأهيل المتدربين الأفارقة في مجال تكنولوجيات الطاقات المتجددة والخلايا الشمسية، سنحت لي الفرصة أن اقترب أكثر وأكثر من المتدربين، ومن خلال الحديث معهم، تحدثوا عن الأحلام التي جاءوا بها من أوطانهم في داخلهم أيمان بأن ما يحصلون عليه من تدريب في القاهرة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الأحلام.