وتنفيذا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عقد وزراء كهرباء الدول الخمس الممثلون للأقاليم الإفريقية أعضاء مبادرة الطاقة المتجددة اجتماعا على هامش اجتماعات مؤتمر القمة الإفريقية لتفعيل المبادرة التى سبق وأطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستغلال طاقات إفريقيا النظيفة والتى تقدر بـ40 % من إمكانات العالم من الطاقة النظيفة.
وأكد خبراء الطاقة، أن مصر ستكون المنفذ الوحيد لصادرات إفريقيا من الكهرباء إلى أوروبا ويمثل مشروع الربط الكهربائى المصرى السودانى البداية الحقيقية لربط شبكات كهرباء مصر بدول افريقيا ومنها بالشبكة الأوروبية.
كما يتم دراسة الربط الكهربائى جنوباً فى اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية فى إفريقيا، حيث إن الربط الكهربائى بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة النظيفة ، بالإضافة إلى دراسات الربط مع أثيوبيا وسد إنجا بالكونغو الجارى تحديثهم لمواكبة تطور الشبكات بتلك الدول.
وتولى القيادة السياسية اهتماما خاصا بالربط مع دولة السودان الشقيق، لذا يتم تنفيذ خط الربط الهوائى المزدوج، ويأتى هذا المشروع فى إطار الخطوات التنفيذية التى يتخذها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى لتزويد السودان بقدرة كهربية تصل إلى حوالى 200-300 ميجاوات كمرحلة أولى، على أن يتم التنفيذ على مرحلتين بقيمة استثمارية تبلغ حوالى 6٫7 مليون دولار بالإضافة إلى 326 مليون جنيه كما سيتم عقب استكمال هذا المشروع البدء فى العمل للربط مع شبكة كهرباء اثيوبيا ضمن مشروع ربط شبكات دول حوض النيل الشرقى خاصة أن هناك ربطا فعليا حاليا بين إثيوبيا والسودان وبعدها تأتى الخطوة الثانية لربط شبكات دول حوض النيل الأحد عشر فى شبكة واحدة يمكنها تلبية متطلبات شعوب هذه الدول من الكهرباء.
وقد أكدت الدراسات التى شاركت فى إعدادها مصر أن نهر إنجا يعتبر أهم مصادر الطاقة النظيفة لإنتاج قدرات كهربائية تصل إلى أكثر من47 ألف ميجاوات كمرحلة أولى وهى قدرات تكفى الدول الافريقية المجاورة ويمكن تصدير جزء منها الى اوروبا بعد ربط سد انجا بالسد العالى، عبر شبكة ربط كهربائية عملاقة تخترق معظم الدول الافريقية، وان ذلك يأتى فى إطار التعاون المثمر والبناء بين مصر والدول الافريقية.
وسيمثل الربط الكهربائى بين السد العالى فى مصر وسد إنجا بالكونغو خطوة أساسية فى دعم دور مصر لتصبح مركزا محوريا فى نقل الطاقة الكهربائية إلى شمال إفريقيا وأوروبا، كما سيساهم فى تلبية جزء من احتياجات مصر من الطاقة، فضلاً عن أن هذا المشروع يعد بمثابة نقطة انطلاق لإنتاج طاقة كهرومائية هائلة تكفى لتغذية دولة الكونغو وباقى دول القارة الإفريقية وتصدير الفائض إلى أوروبا حيث تضمنت استراتيجية الاتحاد الأوروبى حتى عام 2050 استيراد طاقة خضراء من دول الجوار بما يعادل 33 مليار يورو.
وأشار الخبراء، الى الدراسات التى اجريت فى عام 1995 لمشروع الربط الكهربائى بين إنجا وأسوان لاستغلال الطاقة الكهرومائية بمنطقة إنجا بالكونغو تضمنت إمكانية الربط بين إنجا وأسوان لتصدير حوالى 35 ألف ميجاوات يمكن نقلها عبر خطوط تمر بإفريقيا الوسطى - تشاد - السودان إلى مصر بمسافة قدرها حوالى 5300 كم بتكلفة تتراوح بين 72٫3 - 94٫3 دولار سنت / كيلووات ساعة وتم تحديث دراسة الجدوى فى عام 1997 بتمويل من بنك التنمية الافريقي.
ويجرى حاليا مراجعة الدراسات التى قامت بها إحدى الشركات العالمية لربط شبكتى كهرباء مصر والقبرص واليونان المرتبطين بالشبكة الأوروبية تمهيدا لتنفيذ المشروع والذى سيكون الأضخم والأكثر اهمية وسط مشروعات الربط الإقليم، وذلك للعديد من الاسباب، أهمها امكانية نقل قدرات تتراوح بين 3 الى 6 الاف ميجاوات من جنوب المتوسط الى أوروبا، خاصة مع تزايد اهتمامات الأوروبيين حاليا بالطاقة النظيفة فى افريقيا خاصة طاقتى الشمس والرياح، وبتنفيذ هذا المشروع واستكمال خطوط الربط مع السعودية تكون شبكات كهرباء دول الشرق الاوسط قد ارتبطت معا خاصة ان هناك ربطا حاليا بين مصر والاردن وسوريا ولبنان والاراضى الفلسطينية وليبيا ومنها الى تونس.